يرتبط بالموقع الذي يسعى إليه ، ويجعل نفسه فيه ، وهو الأكثر ارتباطاً بالقضايا المصيرية للأمة . . وذلك ظاهر ، لا يحتاج إلى مزيد بيان . وفي الطرف المقابل نجد : أن الحسين [ عليه السلام ] هو من أهل بيت النبوة ، على حد هذا التعبير المنقول عنه [ عليه السلام ] . واختيار كلمة النبوة قد جاء ليشير إلى الوحي الإلهي ، الذي هو مصدر المعارف والعلوم الغيبية ، ولم يقل : " أهل بيت النبي " حتى لا يتوهم أن المراد الإشارة إلى الارتباط به كشخص ، لأجل نسب ، أو سبب عادي قد يناله أناس آخرون . فإذا كان يزيد أو غير يزيد يدّعي أنه خليفة لرسول الله [ صلى الله عليه وآله ] ، وله صلاحياته ، فمن أين يمكنه أن يثبت لنفسه هذا المقام إلا من طريق الوحي والنبوة ؟ وأهل بيت النبوة [ عليهم السلام ] ينكرون عليه ذلك . . والحسين [ عليه السلام ] هو المصدر والمرجع للناس كلهم ، وهو الذي لا بد أن يؤخذ منه التشريع والأحكام الإلهية . . لأنه معدن الرسالة . . أي الأصل والمنشأ الذي تؤخذ منه سنن وأحكام الرسالة ومضامينها خالصة من الأغيار , وصافية من الشوائب ، فلا يستطيع يزيد ولا غير يزيد أن يرد عليه ما يخبر به من أحكام الله سبحانه وتعالى وشرائعه ، لأنه أعرف الناس بما يوافق الشرع أو يخالفه . . والحسين [ عليه السلام ] أيضاً هو من نشأ في بيت الطهارة ، والقداسة ، والإيمان ، البالغ أعلى الدرجات في ذلك ، حتى صار بيته مختلف الملائكة . .