ولا بد لنا من التأمل في قوله [ عليه السلام ] : " ومثلي لا يبايع مثله " فإنه عليه لم يقل : إنني أعلن الحرب على يزيد ، أو إنني أريد محاربة النظام وإسقاطه . . بل هو قد اكتفى بالحديث عن رفض بيعته ، لا من منطلق حسابات شخصية ، بل لأن القاعدة الصحيحة هي التي فرضت عليه - كما فرضت على جميع من هم مثله - ذلك ، وهي قاعدة منسجمة مع جميع المعايير المتصورة . فملاحظة ما قرره الله ورسوله . . وأكدته النصوص الصريحة - لا تسمح للحسين [ عليه السلام ] بمبايعة يزيد . . ومع غض النظر عن ذلك ، فإن ملاحظة حال يزيد وحال الحسين [ عليها السلام ] وميزاتها وخصائصهما ، وما يطلب من الحاكم الذي يكون في موقع خلافة النبي [ صلى الله عليه وآله ] . . تفرض على الحسين [ عليه السلام ] وعلى أمثاله عدم البيعة ليزيد أيضاً . . وهو أمر تحكم به الفطرة وتقضي به العقول ، ويفرضه الفكر الصحيح والسليم ، بغض النظر حتى عن الالتزام الديني . والانتماء ، مهما كان نوعه . . أضف إلى ما تقدم : أن أباه معاوية قد التزم رسمياً وبكل صراحة ووضوح ، وذلك في عقد وعهد قطعه على نفسه ، مختاراً ، وحيث هو في موقع القوة ، - التزم - بأن لا حق ليزيد من بعده ، بل الحق للحسن ، ثم لأخيه الحسين [ عليهما السلام ] من بعده . . ويزيد الأمر وضوحاً فيما نرمي إلى بيان كلمته [ عليه السلام ] التي سجلها في رسالة منه إلى أهل الكوفة ، حيث قال فيها :