responsiveMenu
فرمت PDF شناسنامه فهرست
   ««صفحه‌اول    «صفحه‌قبلی
   جلد :
صفحه‌بعدی»    صفحه‌آخر»»   
   ««اول    «قبلی
   جلد :
بعدی»    آخر»»   
نام کتاب : ليلة عاشوراء في الحديث والأدب نویسنده : الشيخ عبد الله الحسن    جلد : 1  صفحه : 226


في تآلف عجيب يؤكد غرائبية التصور والرؤيا التي تتفتح على آفاق متعددة قابلة للقراءات المختلفة والتأويل المشروع ، فهو يهيئ لحالة الحلم التي يتم خلالها التواصل بين الإمام عليه السلام وجده الرسول الأكرم صلى الله عليه وآله [ بعد أن تم التواصل بينه وبين الخالق الحق - عز وجل - ] عبر هذه الآلية فنرى :
( وهمت نعمة القدير . . .
إن نعمة القدير كمفهوم مجرد اتخذت صفة حسية عندما ( همت ) أي سالت أو جرت ، لكن هذه السيولة أو الجريان الحسيين توافقا مع مفهومين آخرين : - الأول مجرد هو السلام ، والثاني حسي هو السكون ، في تآلف يجمعهما الاشتراك اللفظي في صوت حرف السين الذي تبدأ به اللفظتان ( سلام - سكون ) نقول مثلما قال الشاعر : إن نعمة القدير قد جرت سلاما وسكونا وهذا الجريان أو السيولة جريان بلين ورقة ، فالفعل ( همى ) يعني السيولة أو الجريان برقة مثل تساقط الدموع السائلة على الخدود أو تساقط قطرات الندى من الأغصان فجرا ، فما أبرعه من تصوير للحلم لأن هذه النعمة الإلهية قد تساقطت على ( الأجفن القلقات ) لتمنحها ( السلام والسكون ) برؤيتها لسيد المخلوقات ( الرسول الأكرم محمد صلى الله عليه وآله ) وهمت نعمة القدير سلاما * وسكونا للأجفن القلقات ودعاه إلى الرقاد هدوء * كهدوء الأسحار في الربوات وهناك أمثلة أخرى على هذه الآلية في تبديل موقع الحسي بالمجرد أو بالعكس كما في ( معجزات ترن ) أو في ( المناجاة شعلة . . ) ( المناجاة ألسن . . ) .
وهذه الآلية تصب - أيضا - في مركز ثقل هيكل القصيدة كما قدمنا هناك - أيضا - تأثير الآداب المجاورة التي لابد أن تلقي ظلالها - بوعي من

226

نام کتاب : ليلة عاشوراء في الحديث والأدب نویسنده : الشيخ عبد الله الحسن    جلد : 1  صفحه : 226
   ««صفحه‌اول    «صفحه‌قبلی
   جلد :
صفحه‌بعدی»    صفحه‌آخر»»   
   ««اول    «قبلی
   جلد :
بعدی»    آخر»»   
فرمت PDF شناسنامه فهرست