نام کتاب : ليلة عاشوراء في الحديث والأدب نویسنده : الشيخ عبد الله الحسن جلد : 1 صفحه : 198
ومساحات مترامية الابعاد ، وحجوما غائرة الأعماق في الوجود الانساني عبر أزمانه المتعددة . ترسل الواقعة رسالتها - إلى هذا الكائن الحساس في زمنه المحصور المهشم - عبر سياق يحفظ للرسالة هويتها وصفاتها ، وهذا السياق هو - عملية نقل الوقائع التاريخية المهمة - وسيكون هناك نظام اتصال مادي يؤمن وصول الواقعة بطزاجتها ونضارتها وحيويتها من المرسل ( ليلة عاشوراء ) إلى المستلم ( وهو الشاعر هنا ) وستنبري شيفرة محددة خاصة - يعرف الشاعر المستلم مفاتيحها - لإعادة حدوث الواقعة في ذهن المستلم . بعد هذا ما الذي سيحدث ؟ هل يصح أن نعد المفردات التاريخية لليلة عاشوراء كمواد أولية خام للعملية التحويلية الشعرية التي ستتناولها أم لا ؟ إن مفردات ليلة عاشوراء - أحداثا وشخصيات وحوارات وخطبا - لحظات زمنية خاصة تجاوزة خصوصيتها المشخصة ، وتخطة إثباتها في السجل التاريخي لتستمر في نفض أغبرة النسيان عنها بنبض حيوي متصاعد لتتواصل ، مع كل اللحظات والأزمان الخاصة التي ستعقبها وتليها ، بنداء حي متدفق فتخاطب عقولا وقلوبا لم تعش معها تلك اللحظة التاريخية ولم تعاصرها ولم تتزامن معها . فهي مواد أولية لعملية الكتابة تشع إمكانات وقدرة وطاقة هائلة لا يمكن أن يحيط بكلياتها متأمل ، ولا يستطيع أن يستوعب جزئياتها متفكر ، فنرى الشعراء حيارى بين من يقارب الوثيقة التاريخية بنظمه موثقا ، وبين من يستبطن مفرداتها ويدور حولها متصورا .
198
نام کتاب : ليلة عاشوراء في الحديث والأدب نویسنده : الشيخ عبد الله الحسن جلد : 1 صفحه : 198