نام کتاب : ليلة عاشوراء في الحديث والأدب نویسنده : الشيخ عبد الله الحسن جلد : 1 صفحه : 143
قال ( عليه السلام ) لا يسألني الله عن توليته على رجلين من المسلمين ليلة سوداء أبدا ( وما كنت متخذ المضلين عضدا ) [1] الخبر [2] . ومما حدث به بعضهم في فضائله ( عليه السلام ) قال : ثم ترك الخديعة والمكر والغدر ، اجتمع الناس عليه جميعا فقالوا له : أكتب يا أمير المؤمنين إلى من خالفك بولايته ثم اعزله ، فقال : المكر والخديعة والغدر فالنار [3] وكذا إذا رجعنا إلى موقفه ( عليه السلام ) يوم الشورى حينما بويع بعد وفاة الخليفة الثاني على أن يعمل بسيرة الشيخين لم يساومهم ولم يخادعهم ، بل كان صريحا معهم في موقفه من ذلك وقال ( عليه السلام ) : بل على كتاب الله وسنة رسوله واجتهاد رأيي ، فعدل عنه إلى الخليفة الثالث [4] ولم يكن ( عليه السلام ) بوسعه أن يسلك طريقا لا يراه ، بل أوضح لهم المنهج الذي يسير عليه ، وإن ذهبت الخلافة إلى غيره . فهو ( عليه السلام ) يبني أساس الحكم على الصدق والحق ، وعدم الالتواء مع الآخرين وإن كان ذلك يحقق له الانتصار والغلبة ، وهذا من مميزاتهم عن سائر الآخرين . وإلى غير ذلك من الشواهد الأخرى في سيرتهم ، والتي أوضحوا فيها منهجهم الصادق القائم العدل والحق . ويتضح هذا الامر أيضا في مواقف الحسين ( عليه السلام ) وفي منهجه الشريف والذي اتسم بالصدق والصراحة ، بعيدا كل البعد عن تلك الأساليب التي ينتهجها بعضهم في ساعة المحنة ،
[1] سورة الكهف الآية : 51 . [2] مناقب آل أبي طالب لابن شهرآشوب : ج 3 ، ص 195 ، وعنه بحار الأنوار : ج 32 ، ص 34 ، ح 20 - 22 . [3] بحار الأنوار : ج 40 ، ص 105 ، ح 117 . [4] شرح نهج البلاغة لابن أبي الحديد : ج 1 ، ص 188 .
143
نام کتاب : ليلة عاشوراء في الحديث والأدب نویسنده : الشيخ عبد الله الحسن جلد : 1 صفحه : 143