نام کتاب : ليلة عاشوراء في الحديث والأدب نویسنده : الشيخ عبد الله الحسن جلد : 1 صفحه : 142
وكما لا يخفى أن هذه الخصلة الشريفة من خصال أهل بيت العصمة ( عليهم السلام ) ، والتي ظهرت بشكل واضح على أفعالهم وأقوالهم ، فهم الصديقون حقا ، كما عناهم القرآن الكريم بذلك في قوله تعالى : ( يا أيها الذين آمنوا اتقوا الله وكونوا مع الصادقين ) [1] فهم الصادقون الذين أمر القرآن الكريم باتباعهم والسير على منهجهم الشريف ، وقد استأثرت هذه الخصلة الشريفة بعناية بالغة عندهم ( عليهم السلام ) مؤكدين عليها ، وملتزمين بها في حياتهم ، وفي تعاملهم مع سائر الناس ، بعيدا عن المداهنة والخداع والتضليل ، حتى في وقت الشدائد ووقوع المكاره ، فقد اتسم طريقهم بالصدق والصراحة في جميع فترات حياتهم ، وإن أدى ذلك إلى تفرق الناس عنهم ، ما داموا على الحق والذي لا يعدلون به إلى غيره . إذ ليسوا كغيرهم - صلوات الله عليهم - من أولئك الذين يصلون إلى غاياتهم ، بكل وسيلة ما دام ذلك يعزر موقفهم والتفاف الناس حولهم ، ويحقق لهم الفوز والغلبة على مناوئيهم ولو بالمداهنة والخداع والتضليل . إلا أن أهل البيت ( عليهم السلام ) المتميزين عن غيرهم بما خصهم الله تعالى ومنحهم به ، لا يتوصلون للحق إلا من طريق الحق ، فهذا أمير المؤمنين ( عليه السلام ) لما أشار عليه المغيرة بن شعبة أن يبقي معاوية بن أبي سفيان أميرا على الشام ولا يعزله كيما يستتب له الامر ، ثم بعد ذلك يعزله . قال له ( عليه السلام ) : أتضمن لي عمري يا مغيرة فيما بين توليته إلى خلعه ؟ قال : لا ،