نام کتاب : ليلة عاشوراء في الحديث والأدب نویسنده : الشيخ عبد الله الحسن جلد : 1 صفحه : 144
فيخدعون الآخرين وخصوصا أتباعهم بكل وسيلة وحيلة من أجل البقاء على سلامة رؤوسهم ، ولو كلف ذلك إبادتهم جميعا ! ! . ( فكان - صلوات الله عليه - في جميع فترات حياته لم يوارب ولم يخادع ، ولم يسلك طريقا فيه أي التواء ، وإنما يسلك الطريق الواضح الذي يتجاوب مع ضميره الحي ، وابتعد على المنعطفات التي لا يقرها دينه وخلقه ، وكان من ألوان ذلك السلوك النير أن الوليد حاكم يثرب دعاه في غلس الليل ، وأحاطه علما بهلاك معاوية ، وطلب منه البيعة ليزيد مكتفيا بها في جنح الظلام ، فامتنع ( عليه السلام ) وصارحه بالواقع قائلا : يا أمير إنا أهل بيت النبوة ، ومعدن الرسالة ، بنا فتح الله وبنا ختم ، ويزيد فاسق فاجر ، شارب الخمر ، قاتل النفس المحرمة ، معلن بالفسق والفجور ، ومثلي لا يبايع مثله [1] ، وكشفت هذه الكلمات عن مدى صراحته ، وسمو ذاته ، وقوة العارضة عنده في سبيل الحق . ومن ألوان تلك الصراحة التي اعتادها وصارت من ذاتياته أنه لما خرج إلى العراق وافاه النبأ المؤلم وهو في أثناء الطريق بمقتل سفيره مسلم بن عقيل ( عليه السلام ) ، وخذلان أهل الكوفة له ، فقال للذين اتبعوه طلبا للعافية لا للحق : . . . فمن أحب منكم الانصراف فلينصرف ، ليس عليه منا ذمام [2] ، فتفرق عنه ذوو الأطماع ، وبقى معه الصفوة من أهل بيته . لقد تجنب ( عليه السلام ) في تلك الساعات الحرجة التي يتطلب فيها إلى الناصر _
[1] مقتل الحسين للخوارزمي : ج 1 ، ص 184 ، اللهوف : ص 10 ، بحار الأنوار : ج 44 ، ص 325 . [2] تاريخ الطبري : ج 4 ، ص 300 ، بحار الأنوار : ج 44 ، ص 374 .
144
نام کتاب : ليلة عاشوراء في الحديث والأدب نویسنده : الشيخ عبد الله الحسن جلد : 1 صفحه : 144