responsiveMenu
فرمت PDF شناسنامه فهرست
   ««صفحه‌اول    «صفحه‌قبلی
   جلد :
صفحه‌بعدی»    صفحه‌آخر»»   
   ««اول    «قبلی
   جلد :
بعدی»    آخر»»   
نام کتاب : ليلة عاشوراء في الحديث والأدب نویسنده : الشيخ عبد الله الحسن    جلد : 1  صفحه : 106


فقد أوضح ( عليه السلام ) في خطبته أن الدنيا تغيرت عما هو المرجو من جريانها ، وأنكرت وأدبر معروفها ، بحيث صار المنكر معروفا والمعروف منكرا ، ولا بد من إصلاح ما فسد وتقويم ما اعوج ، وإن أدى ذلك إلى الشهادة ، وهو ما عبر عنه بقوله ( عليه السلام ) : ليرغب المؤمن في لقاء الله محقا .
ومما أشار إليه ( عليه السلام ) في خطبته هو أنه يرى الحياة مع الظالمين برما ، ولذا وقف موقفا صارما وحازما من بيعة يزيد بن معاوية .
وحيث أن الإمام الحسين ( عليه السلام ) إمام معصوم مفترض الطاعة فيجب على الأمة الانقياد إليه والائتمار بأمره ، فما رآه ( عليه السلام ) ودعا إليه فهو الحق وما رفضه ونهى عنه فهو الباطل ، فلما رأى ( عليه السلام ) بأن وظيفته وتكليفه يحتمان عليه السير في إصلاح ما فسد في الأمة ، ليحق الحق ويبطل الباطل سار على ذلك وإن انتهى به الامر إلى الشهادة ، وله بهذا أسوة بالأنبياء ( عليهم السلام ) الذين واجهوا الصعاب في سبيل الله تعالى ، حتى أوذوا وشردوا ونفوا عن أوطانهم ، ومنهم من تعرض للقتل ونشر بالمنشار ، ومنهم من قطع رأسه في سبيله تعالى كيحيى بن زكريا ( عليه السلام ) وأهدي رأسه إلى بغي من بغايا بني إسرائيل .
واختار يحيى أن يطاف برأسه * وله التأسي بالحسين يكون ومنهم من أرادوا إحراقه بالنار لولا أن نجاه الله كإبراهيم الخليل ( عليه السلام ) الذي سار على ضوء ما يمليه عليه الواجب الديني ، فكسر أصنام المشركين فكانت النتيجة تعرضه للقتل ( قالوا حرقوه وانصروا آلهتكم ) [1] وغيرهما من



[1] سورة الأنبياء : الآية 68 .

106

نام کتاب : ليلة عاشوراء في الحديث والأدب نویسنده : الشيخ عبد الله الحسن    جلد : 1  صفحه : 106
   ««صفحه‌اول    «صفحه‌قبلی
   جلد :
صفحه‌بعدی»    صفحه‌آخر»»   
   ««اول    «قبلی
   جلد :
بعدی»    آخر»»   
فرمت PDF شناسنامه فهرست