نام کتاب : ليلة عاشوراء في الحديث والأدب نویسنده : الشيخ عبد الله الحسن جلد : 1 صفحه : 105
أ - البعد الديني في موقف الحسين ( عليه السلام ) إن ليلة عاشوراء وما ترتب عليها من آثار ومواقف جاءت نتيجة لموقف الحسين ( عليه السلام ) الشرعي ، وانطلاقا من مبدئه السامي القائم على طلب الاصلاح في أمة جده ( صلى الله عليه وآله ) كما أوضح هذا قبل خروجه قائلا : وأني لم أخرج أشرا ولا بطرا ولا مفسدا ولا ظالما ، وإنما خرجت لطلب الاصلاح في أمة جدي ( صلى الله عليه وآله ) ، أريد أن آمر بالمعروف وأنهى عن المنكر ، وأسير بسيرة جدي وأبي علي بن أبي طالب ، فمن قبلني بقبول الحق فالله أولى بالحق ومن رد علي هذا أصبر حتى يقضي الله بيني وبين القوم وهو خير الحاكمين [1] . وقد أكد على ذلك أيضا في خطبته التي خطبها في ذي حسم [2] قائلا : إنه قد نزل بنا من الامر ما قد ترون ، وإن الدنيا قد تغيرت وتنكرت وأدبر معروفها ، واستمرت جدا ، فلم يبق منها إلا صبابة كصبابة الاناء ، وخسيس عيش كالمرعى الوبيل ، ألا ترون أن الحق لا يعمل به ، وأن الباطل لا يتناهى عنه ، ليرغب المؤمن في لقاء الله محقا ، فإني لا أرى الموت إلا سعادة ، ولا الحياة مع الظالمين إلا برما ( 3 ) .
[1] بحار الأنوار : ج 44 ، ص 329 ، مقتل الحسين للخوارزمي : ج 1 ، ص 188 - 189 ، مقتل الحسين للمقرم : ص 139 . [2] قيل : إنه موضع بالكوفة أو جبل في طريق البر ، وفيه استقبل الحر الرياحي في ألف فارس . ( 1 ) تاريخ الطبري : ج 4 ، ص 305 ، تاريخ دمشق لابن عساكر ( ترجمة الإمام الحسين ( عليه السلام ) ) : ص 214 ، بحار الأنوار : ج 44 ، ص 381 .
105
نام کتاب : ليلة عاشوراء في الحديث والأدب نویسنده : الشيخ عبد الله الحسن جلد : 1 صفحه : 105