نام کتاب : ليلة عاشوراء في الحديث والأدب نویسنده : الشيخ عبد الله الحسن جلد : 1 صفحه : 107
الأنبياء ( عليهم السلام ) ولم يمنعهم كل ذلك من السعي قدما تجاه وظائفهم الشرعية من أجل إصلاح الأمة ، ودعوتهم إلى الله تعالى وإن أدى ذلك إلى الشهادة . فكذلك الحسين ( عليه السلام ) الذي لا يثنيه عن عزيمته مر ولا يلويه أحد عن موقفه الديني ، سار حسبما أملاه عليه الواجب الشرعي والديني وإن تعرض هو مع أهل بيته للتشريد والقتل والإبادة ما دام ذلك بنظر الله وأمره تعالى . وقد ذكر الحجة الشيخ التستري أعلى الله مقامه : أن للحسين ( عليه السلام ) تكليفين : واقعي وظاهري : أ - أما الواقعي الذي دعاه للاقدام على الموت ، وتعريض عياله للأسر وأطفاله للذبح مع علمه بذلك ، فالوجه فيه : أن عتاة بني أمية قد اعتقدوا أنهم على الحق ، وأن عليا وأولاده وشيعتهم على الباطل ، حتى جعلوا سبه من أجزاء صلاة الجمعة ، وبلغ الحال ببعضهم أنه نسي اللعن في خطبة الجمعة فذكره وهو في السفر فقضاه ! وبنوا مسجدا سموه مسجد الذكر فلو بايع الحسين يزيد وسلم الامر إليه لم يبق من الحق أثر ، فإن كثيرا من الناس يعتقد بأن المحالفة لبني أمية دليل استصواب رأيهم وحسن سيرتهم ، وأما بعد محاربة الحسين لهم ، وتعريض نفسه المقدسة وعياله وأطفاله للفوادح التي جرت عليهم ، فقد بين لأهل زمانه والأجيال المتعاقبة أحقيته بالامر وضلال من بغى عليه . ب - وأما التكليف الظاهري فلأنه ( عليه السلام ) سعى في حفظ نفسه وعياله بكل وجه ، فلم يتيسر له وقد ضيقوا عليه الأقطار ، حتى كتب يزيد إلى عامله على المدينة أن يقتله فيها ، فخرج منها خائفا يترقب ، فلاذ بحرم الله الذي هو امن الخائف وكهف
107
نام کتاب : ليلة عاشوراء في الحديث والأدب نویسنده : الشيخ عبد الله الحسن جلد : 1 صفحه : 107