responsiveMenu
فرمت PDF شناسنامه فهرست
   ««صفحه‌اول    «صفحه‌قبلی
   جلد :
صفحه‌بعدی»    صفحه‌آخر»»   
   ««اول    «قبلی
   جلد :
بعدی»    آخر»»   
نام کتاب : كفاية الطالب اللبيب في خصائص الحببيب ( الخصائص الكبرى ) نویسنده : جلال الدين السيوطي    جلد : 1  صفحه : 44


وما برة فذهب عنه حتى إذا كان الغد نام في مضجعه ذلك فأتي فقيل له احفر المضنونة قال وما مضنونة فذهب عنه حتى إذا كان الغد عاد فنام في مضجعه ذلك فأتي فقيل له احفر طيبة قال وما طيبة فذهب عنه فلما كان الغد عاد لمضجعه فنام فيه فأتي فقيل له احفر زمزم قال وما زمزم قال لا تنزف ولا تذم ثم نعت له موضعها فقام يحفر حيث نعت له فقالت له قريش ما هذا يا عبد المطلب قال أمرت بحفر زمزم فلما كشف عنه وبصروا بالطي قالوا يا عبد المطلب إن لنا فيها حقا معك إنها لشرب أبينا إسماعيل قال ما هي لكم لقد خصصت بها دونكم قالوا تحاكمنا قال نعم قالوا بيننا وبينك كاهنة بني سعد بن هذيم وكانت باشراف الشام فركب عبد المطلب في نفر من بني أبيه وركب معه من كل بطن من أفناء قريش نفر وكانت الأرض مفاوز فيما بين الشام والحجاز حتى إذا كانوا بمفازة من تلك البلاد فني ماء عبد المطلب وأصحابه حتى أيقنوا بالهلكة ثم استسقوا القوم قالوا ما نستطيع أن نسقيكم وإنا نخاف مثل الذي أصابكم فقال عبد المطلب لأصحابه ماذا ترون قالوا ما رأينا إلا تبع لرأيك قال فإني أرى أن يحفر كل رجل منكم حفرته فكلما مات رجل منكم دفعه أصحابه في حفرته حتى يكون آخركم يدفعه صاحبه فضيعة رجل أهون من ضيعة جميعكم ففعلوا ثم قالوا والله إن القاءنا بأيدينا للموت لا نضرب في الأرض ونستقي لعل الله يسقينا لعجز فقال لأصحابه ارتحلوا فارتحلوا وارتحل فلما جلس على ناقته فانبعثت به انفجرت عيون تحت خفها بماء عذب فأناخ وأناخ أصحابه فشربوا واستقوا وسقوا ثم دعوا أصحابهم هلموا إلى الماء فقد سقانا الله فجاءوا واستقوا وسقوا ثم قالوا يا عبد المطلب قد والله قضي لك إنّ الّذي سقاك الماء بهذه الفلاة لهو الذي سقاك زمزم انطلق فهي لك فما نحن بمخاصميك وأخرج البيهقي عن الزهري قال أول ما ذكر من عبد المطلب جد رسول الله صلى الله عليه وسلم ان قريشا خرجت من الحرم فارة من أصحاب الفيل وأجلت عنه قريش فقال والله لا اخرج من حرم الله ابتغي العز في غيره فجلس عند البيت فقال اللهم ان المرء يمنع رحله فامنع حلالك فلم يزل ثابتا في الحرم حتى أهلك الله الفيل وأصحابه فرجعت قريش وقد عظم فيهم لصبره وتعظيمه محارم الله فبينا هو على ذلك أتي في المنام فقيل له احفر زمزم خبئة الشيخ الأعظم فاستيقظ فقال اللهم بين لي فأري في المنام مرة أخرى أحفر تكتم بين الفرث والدم في مبحث الغراب الأعصم في قرية النمل مستقبلة الأنصاب الحمر فقام عبد المطلب فمشى حتى جلس في المسجد الحرام ينتظر ما سمى له من الآيات فنحرت بقرة بالحزورة فانفلتت من جازرها بحشاشة نفسها حتى غلبها الموت في المسجد في موضع زمزم فنحرت تلك البقرة في مكانها حتى احتمل لحمها فأقبل غراب يهوى حتى وقع في الفرث فبحث عن قرية النمل فقام عبد المطلب فحفر هنالك فجاءته قريش فقالت له ما هذا الصنيع قال إني لحافر هذا البئر حتى إذا أمكن الحفر واشتد عليه الأذى نذر أن ينحر أحد ولده ثم حفر حتى أنيط الماء ثم بنى عليها حوضا يملأه ويشرب منه الحاج فيكسره أناس حسدة من قريش بالليل فيصلحه عبد المطلب حين يصبح فلما أكثروا إفساده دعا عبد المطلب ربه فأري في المنام فقيل له قل اللهم إني لا أحلها لمغتسل ولكن هي لشارب حل وبل ثم كفيتهم فقام عبد المطلب فنادي بالذي أري ثم انصرف

44

نام کتاب : كفاية الطالب اللبيب في خصائص الحببيب ( الخصائص الكبرى ) نویسنده : جلال الدين السيوطي    جلد : 1  صفحه : 44
   ««صفحه‌اول    «صفحه‌قبلی
   جلد :
صفحه‌بعدی»    صفحه‌آخر»»   
   ««اول    «قبلی
   جلد :
بعدی»    آخر»»   
فرمت PDF شناسنامه فهرست