نام کتاب : كفاية الطالب اللبيب في خصائص الحببيب ( الخصائص الكبرى ) نویسنده : جلال الدين السيوطي جلد : 1 صفحه : 24
فإنا لا نقدر على تأويلها حتى تقصها فدعا دانيال فأخبره فقال إنك قد رأيت صنما عظيما رجلاه في الأرض ورأسه في السماء أعلاه من ذهب ووسطه من فضة وأسفله من نحاس وساقاه من حديد ورجلاه من فخار فبينا أنت تنظر إليه قد أعجبك حسنه وإحكام صنعته فقذفه الله بحجر من السماء فوقع على قنة رأسه فدقه حتى طحنه فاختلط ذهبه وفضته ونحاسه وحديده وفخاره حتى تخيل إليك إنه لو اجتمع جميع الإنس والجن على أن يميزوا بعضه من بعض لم يقدروا على ذلك ولو هبت ريح لأذرته ونظرت إلى الحجر الذي قذف به يربو ويعظم وينتشر حتى ملأ الأرض كلها فصرت لا ترى إلا السماء أو الحجر قال بخت نصر صدقت هذه الرؤيا التي رأيتها فما تأويلها قال أمّا الصنم فأمم مختلفة في أول الزمان وفي أوسطه وفي آخره وأمّا الحجر الذي قذفه به الصنم فدين الله يقذف به الأمم في آخر الزمان ليظهره الله عليها فيبعث الله نبيا أميا من العرب فيدوخ الله به الأمم والأديان كما رأيت الحجر دوخ أصناف الصنم ويظهر على الأديان والأمم كما رأيت الحجر ظهر على الأرض وأخرج ابن عساكر في تاريخ دمشق عن عيسى بن دأب قال قال أبو بكر الصديق كنت جالسا بفناء الكعبة وزيد بن عمرو بن نفيل قاعد فمر به أمية بن أبي الصلت فقال أما إن هذا النبي الذي ينتظر منا أو منكم أو من أهل فلسطين قال فقصصت عليه الحديث فقال نعم يا ابن أخي أخبرنا أهل الكتاب والعلماء ان هذا النبي الذي ينتظر من أوسط العرب نسبا ولي علم بالنسب وقومك أوسط العرب نسبا قلت يا عم وما يقول النبي قال يقول ما قيل له إلا أنه لا يظلم ولا يظالم قال فلما بعث رسول الله صلى الله عليه وسلم آمنت وصدقت وأخرج الطيالسي والبيهقي وأبو نعيم عن سعيد بن زيد بن عمرو بن نفيل ان زيد بن عمرو بن نفيل وورقة بن نوفل خرجا يلتمسان الدين حتى انتهيا إلى راهب بالموصل فقال لزيد من أين أقبلت قال من بنية إبراهيم عليه السلام قال وما تلتمس قال ألتمس الدين قال ارجع فإنه يوشك أن يظهر الذي تطلب في أرضك وأخرج أبو يعلى والبغوي في معجمه والطبراني والحاكم وصححه والبيهقي وأبو نعيم من طريق أسامة بن زيد عن زيد بن حارثة ان النبي صلى الله عليه وسلم لقي زيد ابن عمرو بن نفيل فقال له النبي صلى الله عليه وسلم يا عم ما لي أرى قومك قد شنفوك قال أما والله ان ذلك لبغير ثائرة كانت مني إليهم لكني أراهم على ضلالة فخرجت ابتغي هذا الدين حتى أتيت على شيخ بالجزيرة فأخبرته بالذي خرجت له فقال من أنت قلت من أهل بيت الله قال فإنه قد خرج من بلدك نبي أو هو خارج قد طلع نجمه فارجع فصدقه وآمن به فرجعت فلم أحس شيئا بعد قال ومات زيد بن عمرو قبل أن يبعث رسول الله صلى الله عليه وسلم قوله شنفوك بمعجمة ونون وفاء أي أبغضوك أخرج ابن سعد وأبو نعيم عن عامر بن ربيعة قال لقيت زيد بن عمرو بن نفيل وهو خارج من مكة يريد حراء وإذا هو قد كان بينه وبين قومه سوء في صدر النهار فيما أظهر من خلافهم واعتزال آلهتهم وما كان يعبد آباؤهم فقال زيد يا عامر إني خالفت قومي واتبعت ملة إبراهيم وما كان يعبد فأنا أنتظر نبيا من ولد إسماعيل ثم من بني
24
نام کتاب : كفاية الطالب اللبيب في خصائص الحببيب ( الخصائص الكبرى ) نویسنده : جلال الدين السيوطي جلد : 1 صفحه : 24