ذو الشهادتين وأبو أيوب الأنصاري وجابر بن عبد الله وأبو سعيد الخدري في أمثالهم من أجلة المهاجرين والأنصار : انه كان الخليفة بعد رسول الله صلى الله عليه وآله لما اجتمع له من صفات الفضل والكمال والخصائص التي لم تكن في غيره ، من سبقه إلى الاسلام ومعرفته بالأحكام ، وحسن بلائه في الجهاد وبلوغه الغاية القصوى في الزهد والورع والصلاح ، وما كان له من حق القربى ، ثم للنص الوارد في القرآن وهو قوله تعالى : ( إنما وليكم الله ورسوله والذين آمنوا الذين يقيمون الصلاة ويؤتون الزكاة وهم راكعون ) وهذه الآية نزلت بالاجماع فيه عليه السلام حين تصدق بخاتمه في صلاته . وإذا ثبت هذا فكلما ثبت لله ولرسوله من الولاية فهو ثابت لعلى عليه السلام بنص القرآن ، وبقول النبي صلى الله عليه وآله يوم الدار ، وقد جمع بنى عبد المطلب خاصة وقال : من يؤازرني على هذا الامر يكن أخي ووصيي ووزيري ووارثي وخليفتي فيكم من بعدي ، فقام أمير المؤمنين عليه السلام وقال : وكنت أصغرهم سنا وأرمضهم عينا وأحمشهم ساقا وأكبرهم بطنا فقلت : أنا يا رسول الله ، وهذا صريح في استخلافه ، وقد أورد ابن جرير الطبري وابن الأثير الجزري هذا الحديث في تاريخهما بألفاظ تقارب هذه . وبقوله في غدير خم وهو حديث مجمع على صحته أورده نقلة الحديث وأصحاب الصحاح : ألست أولى بالمؤمنين من أنفسهم ؟ فقالوا : بلى ، فقال : من كنت مولاه فعلي مولاه الحديث بتمامه . فأوجب له من الولاية ما كان واجبا له صلى الله عليه وآله وهذا نص ظاهر جلى لولا الهوى . وبقوله صلى الله عليه وآله حين توجه إلى تبوك : أنت منى بمنزلة هارون من موسى إلا أنه لا نبي بعدي . وهذا أيضا من الصحاح وقد أورده الجماعة ونقلته من مسند أحمد بن حنبل من عدة طرق فثبتت له وزارته ( ص ) والقيام بكل ما كان