نام کتاب : كربلاء ، الثورة والمأساة نویسنده : أحمد حسين يعقوب جلد : 1 صفحه : 318
شهامة عمر بن سعد وجيش الخلافة : لأن عمر بن سعد هو القائد الميداني لجيش الخليفة ، وهو رمز أخلاقيات وعقائد ذلك الجيش ، فقد تأثر عندما سمع بكاء بنات النبي واستغاثتهن وعندما شاهدهن واقفات باكيات أمام أبنية الحسين وخيمه ، ولما شاهد أن جيشه الجرار البطل لا يقوى على قتال الإمام وأصحابه إلا من جهة واحدة لأن هذه الأبنية والخيام متماسكة ومتداخل بعضها في بعض وتعيق حركة جيش الخلافة ، ولأن عمر بن سعد يريد أن يحسم الحرب سريعا لصالحه ، لكل هذه الأسباب أرسل عمر بن سعد رجالا وكلفهم بتقويض تلك الأبنية والخيام ، وتشجيعا لرجاله الأشاوس أباح لهم أن ينهبوا ما في تلك الأبنية والخيام ، ووصل رجال جيش الخليفة المكلفين بمهمة تقويض الأبنية والخيام ، واكتشف الإمام وأصحابه ذلك ، فأخذ الثلاثة والأربعة من أصحاب الإمام الحسين يتخللون البيوت كما قال الطبري فيشدون على الرجل وهو يقوض وينهب فيقتلونه ويرمونه من قريب ، وهكذا أفشلوا إحدى المشاريع الإجرامية لعمر بن سعد بن أبي وقاص . لما اكتشف عمر بن سعد بن أبي وقاص ما حل برجاله الذين أرسلهم لتقويض خيام الإمام وأبنيته جن جنونه ، وفقد صوابه فقال : " أحرقوا بالنار ولا تدخلوا بيتا ولا تقوضوه ، فجاءوا بالنار ، وأخذوا يحرقون الخيام والأبنية ، فقال الإمام لأصحابه : دعوهم فليحرقوها فإنهم لو قد حرقوها لم يستطيعوا أن يجوزوها إليكم . وحمل شمر بن ذي الجوشن حتى طعن فسطاط الحسين برمحه ونادى : علي بالنار حتى أحرق هذا البيت على أهله ، فصاحت النساء وخرجن من الفسطاط ، وصاح الحسين : يا ابن ذي الجوشن أنت تدعو بالنار لتحرق بيتي على أهلي ، حرقك الله بالنار . وروى الطبري ، عن حميد بن مسلم ، قال قلت لشمر بن ذي الجوشن : " سبحان الله هذا لا يصلح لك ، أتريد أن تجمع على نفسك خصلتين تعذب بعذاب
318
نام کتاب : كربلاء ، الثورة والمأساة نویسنده : أحمد حسين يعقوب جلد : 1 صفحه : 318