نام کتاب : كربلاء ، الثورة والمأساة نویسنده : أحمد حسين يعقوب جلد : 1 صفحه : 317
وتقبل منك يا حمار [1] وفي رواية للطبري ، قال أبو مخنف : فأذن الحسين بنفسه ، فلما فرغ من الأذان نادى : " يا ويلك يا عمر بن سعد أنسيت شرائع الإسلام ، ألا تقف عن الحرب حتى نصلي وتصلون ونعود إلى الحرب ؟ " فلم يجبه ، فنادى الحسين : " استحوذ عليهم الشيطان " [2] . وأمام رفض جيش الخلافة التوقف عن القتال ولأداء الصلاة قيل : " إنه صلى فيهم صلاة الخوف " [3] . ولما فرغ الإمام من الصلاة حرض أصحابه على القتال فقال : " يا أصحابي إن هذه الجنة قد فتحت أبوابها ، واتصلت أنهارها ، وأينعت ثمارها ، وزينت قصورها ، وتألقت ولدانها ، وحورها وهذا رسول الله والشهداء الذين قتلوا معه أبي وأمي يتوقعون قدومكم ، ويتباشرون بكم ، وهم مشتاقون إليكم ، فحاموا عن دين الله ، وذبوا عن حرم رسول الله . وصاح الإمام بأهله ونسائه ، فخرجن مهتكات الجيوب ، وصحن : يا معشر المسلمين ، يا عصبة المؤمنين الله ، الله ، حاموا عن دين الله ، وذبوا عن حرم رسول الله ، وعن إمامكم ، وابن بنت نبيكم ، فقد امتحنكم الله بنا ، فأنتم جيراننا في جوار جدنا ، والكرام علينا ، والله فرض مودتنا ، فدافعوا بارك الله فيكم عنا . وصاح الحسين : يا أمة القرآن هذه الجنة فاطلبوها ، وهذه النار فاهربوا منها ، وسمع الجميع صياح النساء ، ولم يرمش لأحد من جيش الخلافة رمش ، لأن قلوبهم غلف بل على العكس استبشروا " بالنصر " على ابن بنت محمد ، وآل محمد ، وأما أصحاب الإمام فأجابوا : لبيك يا حسين ، لبيك يا ابن رسول الله ، وضجوا بالبكاء والنحيب [4] .
[1] تاريخ الطبري ج 3 ص 326 ، ومقتل الحسين للخوارزمي ج 2 ص 17 وبحار الأنوار ج 45 ص 21 ، والعوالم ج 17 ص 267 ، وأعيان الشيعة ج 1 ص 606 ووقعة الطف ص 229 . [2] أسرار الشهادة ص 294 ومعالي السبطين ج 1 ص 361 . [3] الدمعة الساكبة ج 4 ص 301 وأعيان الشيعة ج 1 ص 606 ، والخلاف ج 1 ص 231 . [4] معالي السبطين ج 1 ص 361 ، والدمعة الساكبة ج 4 ص 302 ، وناسخ التواريخ ج 2 ص 287 ، وأسرار الشهادة ص 295 والموسوعة ص 446 .
317
نام کتاب : كربلاء ، الثورة والمأساة نویسنده : أحمد حسين يعقوب جلد : 1 صفحه : 317