نام کتاب : كربلاء ، الثورة والمأساة نویسنده : أحمد حسين يعقوب جلد : 1 صفحه : 319
الله وتقتل الولدان والنساء ، والله إن في قتلك الرجال لما ترضي به أميرك ، قال حميد فقال : من أنت ؟ قال قلت : لا أخبرك من أنا ، وخشيت والله لو عرفني أن يضرني عند السلطان ! ! وجاءه رجل كان أطوع له مني شبث بن ربعي فقال : " ما رأيت مقالا أسوأ من مقالك ، ولا موقفا أقبح من موقفك أمرعبا للنساء صرت " ، قال حميد : فاستحيا شمر ، فذهب وانصرف ، وبهذا الوقت حمل عليه زهير بن القين فكشفه وأصحابه وانصرفوا ، ونجت الخيام من الحريق إلى حين . مقتل أبي ثمامة الساعدي : قاتل أبو ثمامة شأنه شأن كل واحد من أصحاب الإمام دون الإمام قتالا عجيبا ، وأخيرا قال للإمام : إني قد هممت أن ألحق بأصحابي ، وكرهت أن أتخلف وأراك وحيدا من أهلك قتيلا فقال له الإمام الحسين : تقدم فإنا لاحقون بك عن ساعة ، فتقدم أبو ثمامة وقاتل حتى قتل [1] . تقويم الموقف والاستعجال بطلب الموت والشهادة استذكار خطة الإمام وأصحابه : بينا أن الإمام الحسين ، عندما قدر أن المواجهة بينه وبين الفرعون وجنوده لا مفر منها ، وأن القتال سيحدث لا محالة ، أعد للأمر عدته واستثمر إمكانياته المحدودة أحسن استثمار : 1 - فقد أمر بحفر خندق حول معسكره من ثلاث جهات : اليمين واليسار والخلف ، وأمر بأن يملأ بالحطب حتى إذا ما بدأ القتال أشعلوا النار فيه . 2 - أمر أصحابه وأهل بيته بأن يقربوا بيوتهم بعضها من بعض وأن يدخلوا بعضها في بعض بحيث يتعذر على جيش الفرعون أن يتخللها أو يجوس خلالها . 3 - إن الخندق بمثابة سور يحول بين جيش الخلافة وبين الوصول إلى داخل المعسكر ، وكان تداخل الأبنية والخيام ببعضها سورا آخر .