نام کتاب : كربلاء ، الثورة والمأساة نویسنده : أحمد حسين يعقوب جلد : 1 صفحه : 242
" بزرود " [1] فنظر الإمام إلى فسطاط مضروب ، فسأل عنه فقيل هو لزهير بن القين ، ولما قابل زهير الإمام اقتنع به ، فلحق بالإمام وصار أحد رجاله ، وبهذا المكان جاء رجل من أهل الكوفة أسدي ، فأخبر اثنان من عشيرته أنه لم يخرج من الكوفة حتى قتل مسلم بن عقيل وهاني بن عروة ، وقال : إنه رآهما يجران بالأسواق من أرجلهما . الثامنة : الثعلبية ترك الإمام زرود وتوجه إلى الثعلبية [2] ، فجاءه الأسديان الذان عرفا بمقتل مسلم وهاني فسلما عليه وقالا له : يرحمك الله إن عندنا خبرا ، فإن شئت حدثناك علانية ، وإن شئت سرا ، فنظر الإمام إلى أصحابه وقال : " ما دون هؤلاء سر " [3] فأخبراه بما سمعاه من الأسدي عن مقتل مسلم وهاني ، فقال : " إنا لله وإنا إليه راجعون ، رحمة الله عليهما ، وردد ذلك مرارا ، عندئذ ناشده الأسديان الانصراف لأنه ليس له بالكوفة ناصر ولا شيعة " [4] قال الأسديان : فوثب عند ذلك بنو عقيل بن أبي طالب وقالوا : لا والله لا نبرح حتى ندرك ثأرنا ، أو نذوق ما ذاق أخونا ، قالا : فنظر إلينا الحسين فقال : " لا خير في العيش بعد هؤلاء " ، قال : وفي السحر أمر فتيانه وغلمانه بأن يتزودوا من الماء فاستقوا وأكثروا [5] . وفي الثعلبية وضع الإمام الحسين رأسه ، فأغفى ثم انتبه من نومه باكيا ، فقال له ابنه علي بن الحسين : ما لك تبكي يا أبت لا أبكى الله لك عينا ، فقال الحسين : " يا بني إنها ساعة لا تكذب فيها الرؤيا ، فأعلمك أني خففت برأسي خفقة ، فرأيت فارسا على فرس وقف علي فقال : يا حسين إنكم تسرعون المسير ، والمنايا بكم تسرع إلى الجنة ، فعلمت أن أنفسنا نعيت إلينا فقال له ابنه علي : يا
[1] محطة مشهورة في طريق حاج بغداد بين الثعلبية والخزيمية ، راجع معجم البلدان ج 4 ص 327 . [2] الثعلبية : من منازل طريق مكة - الكوفة ، بين الثعلبية والخزيمية ثلاثة وعشرون ميلا . [3] تاريخ الطبري ج 3 ص 302 والإرشاد للمفيد ص 222 ومقتل الحسين للخوارزمي ج 1 ص 228 والكامل لابن الأثير ج 2 ص 549 ، واللهوف ص 30 ، والبداية والنهاية ج 8 ص 182 وبحار الأنوار ج 44 ص 373 ، وأعيان الشيعة ج 1 ص 595 ، ووقعة الطف ص 164 . [4] المصدر نفسه . [5] المصدر نفسه .
242
نام کتاب : كربلاء ، الثورة والمأساة نویسنده : أحمد حسين يعقوب جلد : 1 صفحه : 242