نام کتاب : كربلاء ، الثورة والمأساة نویسنده : أحمد حسين يعقوب جلد : 1 صفحه : 232
قسما مبرورا لجهاده على الدين أفضل من جهاد المشركين ، وهذا الحسين بن علي ابن بنت رسول الله ، ذو الشرف الأصيل والرأي الأثيل ، له فضل لا يوصف ، وعلم لا ينزف ، وهو أولى بهذا الأمر لسابقته وسنه وقدمه وقرابته ، يعطف على الصغير ، ويحنو على الكبير ، فأكرم به راعي رعية ، وإمام قومه ، وجبت لله به الحجة ، وبلغت به الموعظة فلا تعشوا عن نور الحق ، ولا تسكعوا في وهدة الباطل ، فقد كان صخر بن قيس انخذل بكم يوم الجمل فاغسلوها بخروجكم إلى ابن بنت رسول الله ونصرته ، وكتب إلى الإمام الحسين كتابا جاء فيه : " بسم الله الرحمن الرحيم أما بعد : فقد وصل إلي كتابك ، وفهمت ما ندبتني إليه ، ودعوتني له من الأخذ بخطي من طاعتك ، والفوز بنصيبي من نصرتك وإن الله لم يخل الأرض قط من عامل عليها بخير أو دليل على سبيل نجاة ، وأنتم حجة الله على خلقه ، ووديعته في أرضه ، تفرعتم من زيتونة أحمدية هو أصلها وأنتم فرعها ، فأقدم سعدت بأسعد طائر ، فقد ذلت لك أعناق بني تميم ، وتركتهم أشد تتابعا في طاعتك من الإبل الظماء لورود الماء يوم خمسها وكظها ، وقد ذلت لك رقاب بني سعد ، وغسلت درن صدورهم ، بماء سحابة مزن حين استهل برقها فلمع " [1] . فما قرأ الإمام الحسين الكتاب سر سرورا عظيما وقال : " آمنك الله يوم الخوف ، وأعزك وأرواك يوم العطش " . إما المنذر بن جارود فإنه جاء بالكتاب وبالرسول إلى عبيد الله بن زياد لأن المنذر خشي أن يكون الكتاب دسيسا من عبيد الله . تصميم الإمام الحسين على الخروج إلى العراق : لما وصلت كتب أهل الكوفة مع رسلهم وكتاب يزيد بن مسعود من البصرة ، أرسل ابن عمه مسلم بن عقيل لأخذ البيعة من القوم ، فلما جاءه كتاب مسلم صمم الإمام على المسير إلى العراق ، لأنه كان قد وعد أهل العراق بالقدوم