نام کتاب : كربلاء ، الثورة والمأساة نویسنده : أحمد حسين يعقوب جلد : 1 صفحه : 227
من ربه ، وفئة بعظمة أهل بيت النبوة يمكنها أن تبايع رجلا منحرفا فاسدا كيزيد بن معاوية ، فلا أنا ولا أنت ولا أي إنسان لديه إحساس بالكرامة وبالانتماء لدين الإسلام يقبل ذلك ! ! ! . وقد جرت العادة في عالم الإجرام أن يتنصل المجرمون من جرائمهم فيحملون الضحية وزر الجريمة ، أو يطمسون الأدلة التي تثبت الجريمة ، أو يقلبون الحقائق أو يزورونها في غياب الضحية ، لكن القتلة الذين نفذوا فصول الجريمة فصلا فصلا يعرفون وقائعها ، ويعيشون حياتهم ملاحقين بالأشباح ، غارقين بالدموية . أمان عمرو بن سعيد بن العاص : قال الواقدي في مغازيه : إن عمر بن الخطاب قال لسعيد بن العاص : " إني لأراك معرضا تظن أني قتلت أباك ، ، والله ما قتلته " [1] فعمر بن الخطاب بهذه الطريقة الذكية يريد أن يذكر سعيد بن العاص بأن علي بن أبي طالب هو قاتل أبيه ، وعمرو هذا هو ابن سعيد ، ومعنى ذلك أن والد الإمام الحسين قد قتل جد عمرو ابن سعيد ، وقتل أعمام عمرو ! ! ! فكيف ينسى عمرو قاتل جده وأعمامه ، وكيف يتجاهل ذلك وهو الموتور ابن الموتور ! ! وكيف يتحول من حاقد على علي بن أبي طالب وذريته إلى محب ومشفق عليهم ، يتبرع بإعطاء صكوك الأمان لهم ! ! ! عندما قتل الحسين أرسل ابن زياد عبد الملك بن الحارث السلمي ، فقال له : انطلق حتى تقدم المدينة على عمرو بن سعيد بن العاص فبشره بمقتل الحسين ، وأن عمر هذا أمير المدينة يومئذ ، قال عبد الملك : فدخلت على عمرو بن سعيد ، فقال : ما وراءك ؟ فقلت : ما سر الأمير ، قتل الحسين بن علي ، فقال : ناد بقتله فناديت ، فلم أسمع والله واعية قط مثل واعية نساء بني هاشم في دورهن على الحسين ، فقال عمرو بن سعيد ضاحكا : عجت نساء بني زياد عجة * كعجيج نسوتنا غداة الأرنب