نام کتاب : كربلاء ، الثورة والمأساة نویسنده : أحمد حسين يعقوب جلد : 1 صفحه : 226
والفتاوى ، وصاحبة السيطرة الكاملة على وسائل الإعلام . ثم كيف تبرر دولة الخلافة وأشياعها عملا ببشاعة مذبحة كربلاء أمام الأمم الأخرى ، ومعتنقي الرسالات الأخرى ؟ فرأت أن التضحية بالإمام الحسين وبأهل بيت النبوة أولى من التضحية بالخليفة وأركان دولته وطواقم مؤيديه ، لهذا كله دسوا من الروايات ما اعتقدوا بأنها تدين الإمام وتشوه نهضته المباركة . ولست أدري بأي منطق صارت نصائح " حكماء القوم " وفتاوى علماء دولة الخلافة ، وخزعبلات أعلامها صوابا ، وصارت تصريحات الإمام الحسين ، وفتاويه خطأ ؟ ! ومن الذي شهد لهم بذلك ، فلماذا لا يكون الإمام مصيبا ، وهم مخطئون مثلا ؟ ! ! ثم من هو الأولى بالاتباع الإمام الحسين ، أم حكماء القوم وعلماء دولة الخلافة ؟ ! ! . فهل حكماء القوم ، وعلماء دولة الخلافة هم الثقل الأصغر ! ! وهل هم أهل بيت النبوة المشهود لهم بالطهارة ! ! وهل هم آل محمد ، أو ذوو القربى ! ! ! بل هل هم الأعلم ! ! فكل علم يدعونه ينتهي إلى الرسول ، فأيهما أولى بعلم الرسول وصوابه : ابنه المقيم وإياه تحت سقف واحد والمعد للإمامة إلهيا ، أم أولئك الذين لم يرو رسول الله إلا لماما ؟ ! ! . فهل يعقل أن يعلم " حكماء القوم وعلماء دولة الخلافة " ويجهل إمام أهل بيت النبوة ، هذا أمر لا يكون بالفعل ! ! ! . وهل المطلوب حتى يكون الإمام مصيبا أن يسلم عنقه ليزيد حتى يبايع أو يقتل ! ! ! إن أوامره واضحة : " خذ البيعة من الحسين وإن أبى فاضرب عنقه [1] ، أو خذه أخذا شديدا ليست فيه رخصة حتى يبايع " [2] فإذا كنا لا نرى استهجانا في حكماء القوم ، وعلماء دولة الخلافة ليزيد بن معاوية أو لغيره من أئمة الجور ومن فراعنة الأمة ، فلا يمكن لعاقل أن يصدق أن رجلا بعظمة الإمام الحسين وبيقينه
[1] مثير الأحزان ص 14 - 15 ، واللهوف ص 9 - 10 ، والفتوح لابن أعثم ج 5 ص 10 ومقتل الحسين للخوارزمي ج 1 ص 180 - 185 . [2] تاريخ الطبري ج 6 ص 188 باب " خلافة يزيد بن معاوية " .
226
نام کتاب : كربلاء ، الثورة والمأساة نویسنده : أحمد حسين يعقوب جلد : 1 صفحه : 226