نام کتاب : كربلاء ، الثورة والمأساة نویسنده : أحمد حسين يعقوب جلد : 1 صفحه : 125
أن الحسن والحسين أحب الناس إلى قلبه [1] . ماذا على الرسول أن يفعل ! ! : ماذا بوسع الرسول الأعظم أن يفعل غير ذلك ! ! وماذا بوسعه أن يعلن غير ما أعلن ! ! أو يحتاط غير ما احتاط به ، أو يوصي غير الذي أوصاه ، لقد ذبح الحسين بعد موت جده رسول الله ! ! ! ولو كان الرسول حيا لفدى حسينا وأهل بيته بملك الدنيا كلها ، ولفداهم حتى بروحه الطاهرة ، ولقاتل دونهم ، ولذهبت نفسه حسرات على ما أصابهم ، ولكن الرسول في رحاب الله وبينه وبين المجرمين برزخ ! ! . أزمة تصديق الرسول : القلة المؤمنة الصادقة هي التي كانت تصدق النبي ، وتعتبره متصلا بالله ، ولا ينطق عن الهوى ، وأنه يقول كل ما يؤمر بقوله ، ومع هذا فإن هذه القلة متفاوتة بإيمانها ودرجات تصديقها لأنها تتعرض لموجات من التشكيك في ما تسمعه من رسول الله من الأكثرية الكافرة التي تحيط بها وتعيش معها ، أضف إلى ذلك معقولية ما يسمعونه ، فالخارق ممن يسمعونه من الرسول يخضعونه لمقاييسهم وتحاليلهم العقلية ، كأن يقولون : أيعقل هذا ! ! وغالبا تقف عقولهم عاجزة عن الإجابات ! ! فالرسول يتكلم بيقين بالغ عن أمور تحدث خلال عشرات أو مئات السنين وهم مندهشون من هذا اليقين ، لكن عقولهم لا تستطيع مجاراته ، وقلة نادرة من المسلمين هي التي جارت وسايرت وواكبت يقين النبي ! ! ! الرسول يبلغ ويقيم الحجة : لقد بلغ الرسول للمسلمين ما أمره الله تعالى بتبليغه ، وكشف لهم كافة الجوانب المتعلقة بمذبحة كربلاء ، وكانوا يعرفون تماما درجة القرابة بين النبي وبين الحسين والطيبين الذين استشهدوا معه وقد بلغهم الرسول المكانة الدينية التي
[1] راجع على سبيل المثال صحيح الترمذي ج 2 ص 306 ، وذخائر العقبى للطبري ص 122 والإصابة لابن حجر ج 2 ص 11 .
125
نام کتاب : كربلاء ، الثورة والمأساة نویسنده : أحمد حسين يعقوب جلد : 1 صفحه : 125