جبرئيل ( 1 ) عليه السلام فقال : لقد سالت ربك شيئا ما سأله قبلك نبي من أنبيائه صلوات الله عليهم ، يا داود ان الذي سالت لم يطلع الله عليه أحدا من خلقه ولا ينبغي لاحد ان يقضى به غيره فقد أجاب الله دعوتك وأعطاك ما سالت ، ان أول خصمين يردان عليك غدا القضية فيهما من قضايا الآخرة ، فلما أصبح داود وجلس في مجلس القضاء اتى شيخ متعلق بشاب ، ومع الشاب عنقود من عنب ، فقال الشيخ : يا نبي الله ان هذا الشاب دخل بستاني ، وخرب كرمي ، واكل منه بغير اذنى ، قال : فقال داود للشاب : ما تقول ؟ قال : فاقر الشاب بأنه قد فعل ذلك . فأوحى الله تعالى إليه يا داود ان كشفت لك من قضايا الآخرة ، فقضيت بها بين الشيخ والغلام لم يحتملها قلبك ولا يرضى بها قومك ، يا داود ان هذا الشيخ اقتحم على والد هذا الشاب في بستانه ، فقتله وغصبه بستانه واخذ منه أربعين ألف درهم فدفنها في جانب بستانه ، فادفع إلى الشاب سيفا ومره ان يضر ب عنق الشيخ ، وادفع إليه البستان ، ومره ان يحفر في موضع كذا من البستان ويأخذ ماله ، قال : ففزع داود عليه السلام من ذلك وجمع علماء أصحابه وأخبرهم بالخبر وأمضى القضية على ما أوحى الله إليه ( 2 ) . 259 - وباسناده عن محمد بن أورمة ، عن فضالة بن أيوب ، عن داود بن فرقد ، عن إسماعيل بن جعفر ، قال : اختصم رجلان إلى داود عليه السلام في بقرة فجاء هذا ببينة وجاء هذا ببينة على انها له ، فدخل داود المحراب ، فقال : يا رب قد أعياني ان احكم بين هذين ، فكن أنت الذي تحكم بينهما ، فأوحى الله تعالى إليه : اخرج فخذ البقرة من الذي هي في يده و ادفعها إلى الاخر واضرب عنقه ، قال : فضجت بنو إسرائيل وقالوا : جاء هذا ببينة وجاء هذا ببينة مثل بينه هذا ، وكان أحقهما باعطائها الذي هي في يده ، فأخذها منه وضرب عنقه وأعطاها الاخر ، فدخل داود المحراب ، فقال : يا رب قد ضجت بنو إسرائيل بما
1 - في البحار بعد قوله " من قضايا الآخرة " وهي : فأوحى الله إليه يا داود إن الذي سألتني لم أطلع عليه أحدا من خلقي ، ولا ينبغي لاحد أن يقضي به غيري ، قال : فلم يمنعه ذلك أن عاد ، فسأل الله أن يريه قضية من قضايا الآخرة ، قال : فأتاه جبرائيل عليه السلام . 2 - بحار الأنوار 14 . 6 - 7 ، برقم : 14 .