نام کتاب : قصص الأنبياء نویسنده : ابن كثير جلد : 1 صفحه : 88
فكان أول رسول بعثه الله إلى أهل الأرض ، كما ثبت في الصحيحين من حديث أبي حيان ، عن أبي زرعة بن عمرو بن جرير ، عن أبي هريرة عن النبي صلى الله عليه وسلم في حديث الشفاعة ، قال : " فيأتون آدم فيقولون : يا آدم أنت أبو البشر ، خلقك الله بيده ، ونفخ فيك من روحه ، وأمر الملائكة فسجدوا لك وأسكنك الجنة ، ألا تشفع لنا إلى ربك ؟ الا ترى ما نحن فيه وما بلغنا ؟ فيقول : ربى [ قد [1] ] غضب غضبا شديدا لم يغضب قبله مثله ولا يغضب بعده مثله ، ونهاني عن شجرة فعصيت ، نفسي نفسي . اذهبوا إلى غيري ، اذهبوا إلى نوح . فيأتون نوحا فيقولون : يا نوح ، أنت أول الرسل إلى أهل الأرض ، وسماك الله عبدا شكورا ، ألا ترى إلى ما نحن فيه ؟ ألا ترى إلى ما بلغنا ؟ ألا تشفع لنا إلى ربك عز وجل ؟ فيقول : ربى قد غضب اليوم غضبا لم يغضب قبله مثله ولا يغضب بعده مثله ، نفسي نفسي " وذكر تمام الحديث بطوله كما أورده البخاري في قصة نوح . فلما بعث الله نوحا عليه السلام ، دعاهم إلى إفراد عبادة الله وحده لا شريك له ، وألا يعبدوا معه صنما ولا تمثالا ولا طاغوتا وأن يعترفوا بوحدانيته ، وأنه لا إله غيره ولا رب سواه ، كما أمر الله تعالى من بعده من الرسل الذين هم كلهم من ذريته ، كما قال تعالى : " وجعلنا ذريته هم الباقين [2] " . وقال فيه وفى إبراهيم " وجعلنا في ذريتهما النبوة والكتاب " أي كل نبي من بعد نوح فمن ذريته . وكذلك إبراهيم .