نام کتاب : قصص الأنبياء نویسنده : ابن كثير جلد : 1 صفحه : 377
وروى ابن أبي حاتم عن أبي بكر بن أبي عاصم ، عن أبيه عن شبيب ابن بشر ، عن عكرمة ، عن ابن عباس قال : الرس بئر بآذربيجان . وقال الثوري عن أبي بكر عن عكرمة قال : الرس بئر رسوا فيها نبيهم ، أي دفنوه فيها . قال ابن جريج قال عكرمة : أصحاب الرس بفلج وهم أصحاب يس . وقال قتادة : فلج من قرى اليمامة . قلت : فإن كانوا أصحاب يس كما زعمه عكرمة ، فقد أهلكوا بعامة ، قال الله تعالى في قصتهم : " إن كانت إلا صيحة واحدة فإذا هم خامدون " وستأتى قصتهم بعد هؤلاء . وإن كانوا غيرهم ، وهو الظاهر ، فقد أهلكوا أيضا وتبروا . وعلى كل تقدير فينافي ما ذكره ابن جرير . وقد ذكر أبو بكر محمد بن الحسن النقاس : أن أصحاب الرس كانت لهم بئر ترويهم وتكفى أرضهم جميعها ، وكان لهم ملك عادل حسن السيرة ، فلما مات وجدوا عليه وجدا عظيما ، فلما كان بعد أيام تصور لهم الشيطان في صورته وقال : إني لم أمت ، ولكن تغيبت عنكم حتى أرى صنيعكم . ففرحوا أشد الفرح ، وأمر بضرب حجاب بينهم وبينه ، وأخبرهم أنه لا يموت أبدا ، فصدق به أكثرهم ، وافتتنوا به وعبدوه . فبعث الله فيهم نبيا ، فأخبرهم [1] أن هذا شيطان يخاطبهم من وراء الحجاب ، ونهاهم عن عبادته ، وأمرهم بعبادة الله وحده لا شريك له .