نام کتاب : قصص الأنبياء نویسنده : ابن كثير جلد : 1 صفحه : 376
وهذا السياق والذي قبله ، يدل على أنهم أهلكوا ودمروا وتبروا ، وهو الهلاك . وهذا يرد اختيار ابن جرير من أنهم أصحاب الأخدود الذين ذكروا في سورة البروج ، لان أولئك عند ابن إسحاق وجماعة كانوا بعد المسيح عليه السلام . وفيه نظر أيضا . وروى ابن جرير قال قال ابن عباس : أصحاب الرس أهل قرية من قرى ثمود . وقد ذكر الحافظ الكبير أبو القاسم ابن عساكر في أول تاريخه ، عند ذكر بناء دمشق ، عن تاريخ أبى القاسم عبد الله بن عبد الله بن جرداد وغيره ، أن أصحاب الرس كانوا بحضور ، فبعث الله إليهم نبيا يقال له حنظلة بن صفوان ، فكذبوه وقتلوه . فسار عاد بن عوص بن إرم ابن سام بن نوح وولده من الرس ، فنزل الأحقاف . وأهلك الله أصحاب الرس وانتشروا في اليمن كلها ، وفشوا مع ذلك في الأرض كلها . حتى نزل جيرون بن سعد بن عاد بن عوص بن إرم بن سام بن نوح ، دمشق وبنى مدينتها ، وسماها جيرون ، وهى إرم ذات العماد . وليس أعمدة الحجارة في موضع أكثر منها بدمشق ، فبعث الله هود بن عبد الله بن رباح بن خالد بن الحلود بن عاد ، إلى عاد ، يعنى أولاد عاد بالأحقاف فكذبوه ، فأهلكهم الله عز وجل . فهذا يقتضى أن أصحاب الرس قبل عاد بدهور متطاولة فالله أعلم .
( 1 ) الآيتان : 38 - 39 :
376
نام کتاب : قصص الأنبياء نویسنده : ابن كثير جلد : 1 صفحه : 376