نام کتاب : قصص الأنبياء نویسنده : ابن كثير جلد : 1 صفحه : 348
" فأوف لنا الكيل وتصدق علينا إن الله يجزى المتصدقين " . قيل بقبولها ، قاله السدى . وقيل برد أخينا إلينا ، قاله ابن جريج . وقال سفيان بن عيينة : إنما حرمت الصدقة على نبينا محمد صلى الله عليه وسلم [ ونزع [1] ] بهذه الآية . رواه ابن جرير . فلما رأى ما هم فيه من الحال وما جاءوا به مما لم يبق عندهم سواه من ضعيف المال ، تعرف إليهم وعطف عليهم ، قائلا لهم عن أمر ربه وربهم ، وقد حسر لهم عن جبينه الشريف ، وما يحويه من الحال الذي يعرفون فيه : " هل علمتم ما فعلتم بيوسف وأخيه إذ أنتم جاهلون " . " قالوا " وتعجبوا كل العجب ، وقد ترددوا إليه مرارا عديدة وهم لا يعرفون أنه هو : " أئنك لانت يوسف ؟ " . " قال أنا يوسف وهذا أخي " . يعنى أنا يوسف الذي صنعتم معه ما صنعتم ، وسلف من أمركم فيه ما فرطتم . وقوله : " وهذا أخي " تأكيد لما قال ، وتنبيه على ما كانوا أضمروا لهما من الحسد ، وعملوا في أمرهما من الاحتيال . ولهذا قال : " قد من الله علينا " أي بإحسانه إلينا وصدقته علينا ، وإيوائه لنا وشده معاقد عزنا ، وذلك بما أسلفنا من طاعة ربنا ، وصبرنا على ما كان منكم إلينا ، وطاعتنا وبرنا لأبينا ، ومحبته الشديدة لنا وشفقته علينا . " إنه من يتق ويصبر فإن الله لا يضيع أجر المحسنين " .