نام کتاب : قصص الأنبياء نویسنده : ابن كثير جلد : 1 صفحه : 344
وعند أهل الكتاب : أن يوسف تعرف إليهم حينئذ . وهذا مما غلطوا فيه ولم يفهموه جيدا [1] . " فلما استيأسوا منه خلصوا نجيا ، قال كبيرهم ألم تعلموا أن أباكم قد أخذ عليكم موثقا من الله ، ومن قبل ما فرطتم في يوسف ، فلن أبرح الأرض حتى يأذن لي أبى ، أو يحكم الله لي وهو خير الحاكمين * ارجعوا إلى أبيكم فقولوا : يا أبانا إن ابنك سرق ، وما شهدنا إلا بما علمنا وما كنا للغيب حافظين * واسأل القرية التي كنا فيها ، والعير التي أقبلنا فيها ، وإنا لصادقون * قال بل سولت لكم أنفسكم أمرا ، فصبر جميل ; عسى الله أن يأتيني بهم جميعا إنه هو العليم الحكيم * وتولى عنهم وقال يا أسفى على يوسف وابيضت عيناه من الحزن فهو كظيم * قالوا تالله تفتؤا تذكر يوسف حتى تكون حرضا أو تكون من الهالكين * قال إنما أشكو بثي وحزني إلى الله وأعلم من الله ما لا تعلمون * يا بنى اذهبوا فتحسسوا من يوسف وأخيه ولا تيأسوا من روح الله ، إنه لا ييأس من روح الله إلا القوم الكافرون " . يقول تعالى مخبرا عنهم لما استيأسوا من أخذه منه : خلصوا يتناجون فيما بينهم ، قال كبيرهم وهو روبيل : " ألم تعلموا أن أباكم قد أخذ عليكم موثقا من الله " ، لتأتيني به إلا أن يحاط بكم ؟ لقد أخلفتم عهده ، وفرطتم فيه كما فرطتم في أخيه يوسف من قبله ، فلم يبق لي وجه أقابله به " فلن أبرح الأرض " أي لا أزال مقيما هاهنا " حتى يأذن لي