نام کتاب : قصص الأنبياء نویسنده : ابن كثير جلد : 1 صفحه : 343
الله تعالى : " كذلك كدنا ليوسف ما كان ليأخذ أخاه في دين الملك " أي لولا اعترافهم بأن جزاءه من وجد في رحله فهو جزاؤه ، لما كان يقدر يوسف على أخذه منهم في سياسة ملك مصر ، " إلا أن يشاء الله نرفع درجات من نشاء " أي في العلم " وفوق كل ذي علم عليم " . وذلك لان يوسف كان أعلم منهم ، وأتم رأيا وأقوى عزما وحزما ، وإنما فعل ما فعل عن أمر الله له في ذلك ; لأنه يترتب على هذا الامر مصلحة عظيمة بعد ذلك : من قدوم أبيه وقومه عليه ووفودهم إليه . فلما عاينوا استخراج الصواع من حمل بنيامين " قالوا إن يسرق فقد سرق أخ له من قبل " يعنون يوسف . قيل كان قد سرق صنم جده أبى أمه فكسره . وقيل كانت عمته قد علقت عليه بين ثيابه وهو صغير منطقة كانت لإسحاق ، ثم استخرجوها من بين ثيابه وهو لا يشعر بما صنعت ، وانما أرادت أن يكون عندها وفى حضانتها لمحبتها له . وقيل كان يأخذ الطعام من البيت فيطعمه الفقراء . وقيل غير ذلك . فلهذا : " قالوا إن يسرق فقد سرق أخ له من قبل فأسرها يوسف في نفسه " وهى كلمته بعدها ، وقوله : " أنتم شر مكانا والله أعلم بما تصفون " أجابهم سرا لا جهرا ، حلما وكرما وصفحا وعفوا ، فدخلوا معه في الترفق والتعطف فقالوا : " يا أيها العزيز إن له أبا شيخ كبيرا فخذ أحدنا مكانه إنا نراك من المحسنين * قال معاذ الله أن نأخذ إلا من وجدنا متاعنا عنده ، إنا إذا لظالمون " أي إن أطلقنا المتهم وأخذنا البرئ ، وهذا مالا نفعله ولا نسمح به ، وإنما نأخذ من وجدنا متاعنا عنده .
343
نام کتاب : قصص الأنبياء نویسنده : ابن كثير جلد : 1 صفحه : 343