نام کتاب : قصص الأنبياء نویسنده : ابن كثير جلد : 1 صفحه : 342
قالوا إن يسرق فقد سرق أخ له من قبل ، فأسرها يوسف في نفسه ولم يبدها لهم ، قال أنتم شر مكانا والله أعلم بما تصفون * قالوا يا أيها العزيز إن له أبا شيخا كبيرا فخذ أحدنا مكانه ، إنا نراك من المحسنين * قال معاذ الله أن نأخذ إلا من وجدنا متاعنا عنده ، إنا إذا لظالمون " . يذكر تعالى ما كان من أمرهم حين دخلوا بأخيهم بنيامين على شقيقه يوسف ، وإيوائه إليه ، وإخباره له سرا عنهم بأنه أخوه ، وأمره بكتم ذلك عنهم . وسلاه عما كان منهم من الإساءة إليه . ثم احتال على أخذه منهم وتركه إياه عنده دونهم ، فأمر فتيانه بوضع سقايته ، وهى التي كان يشرب بها ويكيل بها للناس الطعام ، عن غرة [1] في متاع بنيامين ، ثم أعلمهم بأنهم قد سرقوا صواع الملك ، ووعدهم جعالة على رده ، حمل بعير ، وضمنه المنادى لهم . فأقبلوا على من اتهمهم بذلك فأنبوه وهجنوه فيما قاله لهم : " قالوا تالله لقد علمتم ما جئنا لنفسد في الأرض وما كنا سارقين " يقولون : أنتم تعلمون [ منا ] [2] خلاف ما رميتمونا به من السرقة . " قالوا فما جزاؤه إن كنتم كاذبين * قالوا جزاؤه من وجد في رحله فهو جزاؤه كذلك نجزى الظالمين " [ وهذه كانت شريعتهم : أن السارق يدفع إلى المسروق منه . ولهذا قالوا : " كذلك نجزى الظالمين " ( 2 ) ] . قال الله تعالى : " فبدأ بأوعيتهم قبل وعاء أخيه ثم استخرجها من وعاء أخيه " ليكون [ ذلك ( 2 ) ] أبعد للتهمة وأبلغ في الحيلة ، [ ثم ( 2 ) قال