نام کتاب : قصص الأنبياء نویسنده : ابن كثير جلد : 1 صفحه : 332
كما حكى عن ابن عباس وعكرمة والضحاك : " وادكر بعد أمه " أي بعد نسيان . وقرأها مجاهد : " بعد أمه " باسكان الميم " وهو النسيان أيضا . يقال أمه الرجل يأمه أمها وأمها ، إذا نسى . قال الشاعر . أمهت وكنت لا أنسى حديثا * كذاك الدهر يررى بالعقول فقال لقومه وللملك : أنا أنبئكم بتأويله فأرسلون " أي فأرسلوني إلى يوسف فجاءه فقال : " يوسف أيها الصديق ، أفتنا في سبع بقرات سمان ، يأكلهن سبع عجاف وسبع سنبلات خضر ، أخر يابسات . لعلى أرجع إلى الناس لعلهم يعلمون " . وعند أهل الكتاب : أن الملك لما ذكره له الساقي ، استدعاه إلى حضرته ، وقص عليه ما رآه ففسره له . وهذا غلط . والصواب ما قصه الله في كتابه القرآن لا ما عربه هؤلاء الجهلة الثيران ; من فرى وهذيان [1] . فبذل يوسف عليه السلام ما عنده من العلم بلا تأخر ولا شرط ، ولا طلب الخروج سريعا ; بل أجابهم إلى ما سألوا ، وعبر لهم ما كان من منام الملك ، الدال على وقوع سبع سنين من الخصب ويعقبها سبع جدب " ثم يأتي من بعد ذلك عام فيه يغاث الناس " يعنى يأتيهم الغيث والخصب والرفاهية " وفيه يعصرون " يعنى ما كانوا يعصرونه من الأقصاب والأعناب والزيتون والسمسم وغيرها . فعبر لهم وعلى الخير دلهم ، وأرشدهم إلى ما يعتمدونه في حالتي خصبهم وجدبهم ، وما يفعلونه من ادخار حبوب سنى الخصب في [2] السبع الأول