نام کتاب : قصص الأنبياء نویسنده : ابن كثير جلد : 1 صفحه : 314
فلما ذهبوا به وأجمعوا أن يجعلوه في غيابة الجب وأوحينا إليه لتنبئنهم بأمرهم هذا وهم لا يشعرون * وجاءوا أباهم عشاء يبكون * قالوا يا أبانا إنا ذهبنا نستبق وتركنا يوسف عند متاعنا فأكله الذئب ، وما أنت بمؤمن لنا ولو كنا صادقين * وجاءوا على قميصه بدم كذب ، قال بل سولت لكم أنفسكم أمرا فصبر جميل * والله المستعان على ما تصفون " . لم يزالوا بأبيهم حتى بعثه معهم ، فما كان إلا أن غابوا عن عينيه [1] ، فجعلوا يشتمونه ويهينونه بالفعال والمقال ، وأجمعوا على إلقائه في غيابة الجب ، أي في قعره على راعوفته ، وهى الصخرة التي تكون في وسطه يقف عليها المائح ، وهو الذي ينزل ليملا الدلاء إذا قل الماء ، والذي يرفعها بالحبل يسمى الماتح . فلما ألقوه فيه ، أوحى الله إليه : أنه لابد لك من فرج ومخرج من هذه الشدة التي أنت فيها ، ولتخبرن إخوتك بصنيعهم هذا في حال أنت فيها عزيز ، وهم محتاجون إليك خائفون منك ، " وهم لا يشعرون " . قال مجاهد وقتادة : وهم لا يشعرون بإيحاء الله إليه ذلك . وعن ابن عباس : " وهم لا يشعرون " أي لتخبرنهم بأمرهم هذا في حال لا يعرفونك فيها رواه ابن جرير عنه . فلما وضعوه فيه ورجعوا عنه ، أخذوا قميصه فلطخوه بشئ من دم ، ورجعوا إلى أبيهم عشاء وهم يبكون ، أي على أخيهم . ولهذا قال بعض السلف : لا يغرنك بكاء المتظلم فرب ظالم وهو باك ! وذكر بكاء إخوة