responsiveMenu
فرمت PDF شناسنامه فهرست
   ««صفحه‌اول    «صفحه‌قبلی
   جلد :
صفحه‌بعدی»    صفحه‌آخر»»   
   ««اول    «قبلی
   جلد :
بعدی»    آخر»»   
نام کتاب : قصص الأنبياء نویسنده : ابن كثير    جلد : 1  صفحه : 315


يوسف وقد جاءوا أباهم عشاء يبكون ، أي في ظلمة الليل ; ليكون أمشى لغدرهم لا لعذرهم .
" قالوا يا أبانا إنا ذهبنا نستبق وتركنا يوسف عند متاعنا " أي ثيابنا " فأكله الذئب " أي في غيبتنا عنه في استباقنا . وقولهم " وما أنت بمؤمن لنا ولو كنا صادقين " أي وما أنت بمصدق لمنا في الذي أخبرناك من [1] أكل الذئب له ، ولو كنا غير متهمين عندك . فكيف وأنت تتهمنا في هذا ؟ فإنك خشيت أن يأكله الذئب ، وضمنا لك أن لا يأكله لكثرتنا حوله ، فصرنا غير مصدقين عندك ، فمعذور أنت في عدم تصديقك لنا والحالة هذه .
" وجاءوا على قميصه يدم كذب " أي مكذوب مفتعل ; لانهم عمدوا إلى سخلة [2] ذبحوها ، فأخذوا من دمها فوضعوه على قميصه ، ليوهموه أن أكله الذئب . قالوا : ونسوا أن يخرقوه ، وآفة الكذب النسيان !
ولما ظهرت عليهم علائم الريبة لم يرج صنيعهم على أبيهم ; فإنه كان يفهم عداوتهم له ، وحسدهم إياه على محبته له من بينهم أكثر منهم ، لما كان يتوسم فيه من [3] الجلالة والمهابة التي كانت عليه في صغره ، لما يريد الله أن يخصه به من نبوته . ولما راودوه عن أخذه فبمجرد ما أخذوه أعدموه ، وغيبوه عن عينيه وجاءوا وهم يتباكون ، وعلى ما تمالاوا يتواطأون .
ولهذا " قال بل سولت لكم أنفسكم أمرا فصبر جميل * والله المستعان على ما تصفون " .



[1] ا : في
[2] السخلة : ولد الشاة
[3] ا من المهابة والجلالة

315

نام کتاب : قصص الأنبياء نویسنده : ابن كثير    جلد : 1  صفحه : 315
   ««صفحه‌اول    «صفحه‌قبلی
   جلد :
صفحه‌بعدی»    صفحه‌آخر»»   
   ««اول    «قبلی
   جلد :
بعدی»    آخر»»   
فرمت PDF شناسنامه فهرست