نام کتاب : قصص الأنبياء نویسنده : ابن كثير جلد : 1 صفحه : 220
ولهذا قالت : " إن هذا لشئ عجيب * قالوا : أتعجبين من أمر الله ! رحمة الله وبركاته عليكم أهل البيت إنه حميد مجيد " . وكذلك تعجب إبراهيم عليه السلام استبشارا بهذه البشارة وتثبيتا لها وفرحا بها ، " قال أبشرتموني على أن مسني الكبير فبم تبشرون * قالوا بشرناك بالحق فلا تكن من القانطين " أكدوا الخبر بهذه البشارة وقرروه معه ، فبشروهما " بغلام عليم " ; وهو إسحق أخو إسماعيل . غلام عليم مناسب لمقامه وصبره ، وهكذا وصفه ربه بصدق الوعد والصبر . وقال في الآية الأخرى : " فبشرناها بإسحق ومن وراء إسحق يعقوب " . وهذا مما استدل به محمد بن كعب القرظي وغيره على أن الذبيح هو إسماعيل ، وأن إسحق لا يجوز أن يؤمر بذبحه بعد أن وقعت البشارة بوجوده ووجود ولده يعقوب المشتق من العقب من بعده . وعند أهل الكتاب أنه أحضر مع العجل الحنيذ ، وهو المشوى ، رغيفا من مكة فيه ثلاثة أكيال وسمن ولبن . وعندهم أنهم أكلوا . وهذا غلط محض . وقيل : كانوا يرون أنهم يأكلون والطعام يتلاشى في الهواء . وعندهم أن الله تعالى قال لإبراهيم : أما سارا امرأتك فلا يدعى اسمها سارا ولكن اسمها سارة ، وأبارك عليها وأعطيك منها ابنا ، وأباركه ويكون الشعوب وملوك الشعوب منه . فخر إبراهيم على وجهه - يعنى ساجدا - وضحك قائلا في نفسه : أبعد مائة سنة يولد لي غلام ؟ أو سارة تلد وقد أتت عليها تسعون سنة ؟ !
220
نام کتاب : قصص الأنبياء نویسنده : ابن كثير جلد : 1 صفحه : 220