نام کتاب : قصص الأنبياء نویسنده : ابن كثير جلد : 1 صفحه : 219
وقال تعالى : " هل أتاك حديث ضيف إبراهيم المكرمين * إذ دخلوا عليه فقالوا سلاما ، قال سلام قوم منكرون * فراغ إلى أهله فجاء بعجل سمين * فقربه إليهم قال ألا تأكلون ؟ * فأوجس منهم خيفة ، قالوا لا تخف وبشروه بغلام عليم * فأقبلت امرأته في صرة فصكت وجهها وقالت عجوز عقيم * قالوا كذلك قال ربك إنه هو الحكيم العليم [1] " . يذكر تعالى : أن الملائكة * قالوا : وكانوا ثلاثة : جبريل وميكائيل وإسرافيل - لما وردوا على الخليل حسبهم [ أولا [2] ] أضيافا ، فعاملهم معاملة الضيوف ، وشوى لهم عجلا سمينا من خيار بقرة ، فلما قربه إليهم وعرض عليهم لم ير لهم همة إلى الاكل بالكلية ، وذلك لان الملائكة ليس فيهم قوة الحاجة إلى الطعام " فنكرهم " إبراهيم " وأوجس منهم خيفة ، قالوا لا تخف إنا أرسلنا إلى قوم لوط " أي لندمر عليهم . فاستبشرت عند ذلك سارة غضبا لله عليهم ، وكانت قائمة على رؤوس الأضياف كما جرت به عادة الناس من العرب وغيرهم . فلما ضحكت استبشارا بذلك ، قال الله تعالى : " فبشرناها بإسحق ومن وراء إسحق يعقوب " أي بشرتها الملائكة بذلك " فأقبلت امرأته في صرة " أي في صرخة " فصكت وجهها " أي كما يفعل النساء عند التعجب وقالت : " يا ويلتي أألد وأنا عجوز وهذا بعلى شيخا " أي كيف يلد مثلي وأنا كبيرة وعقيم أيضا ، وهذا بعلى ، أي زوجي ، شيخا ؟ تعجبت من وجود ولد والحالة هذه .