نام کتاب : قصص الأنبياء نویسنده : ابن كثير جلد : 1 صفحه : 18
قطفا من عنب الجنة ، فانطلق بنوه ليطلبوه له ، فلقيتهم الملائكة فقالوا : أين تريدون يا بني آدم ؟ فقالوا إن أبانا اشتهى قطفا من عنب الجنة . فقالوا لهم : ارجعوا فقد كفيتموه . فانتهوا إليه فقبضوا روحه وغسلوه وحنطوه وكفنوه ، وصلى عليه جبريل ومن خلفه من الملائكة ودفنوه ، وقالوا : هذه سنتكم في موتاكم . وسيأتى الحديث بسنده ، وتمام لفظه عند ذكر وفاة آدم عليه السلام . قالوا : فلولا أنه كان الوصول إلى الجنة التي كان فيها آدم التي اشتهى منها القطف ممكنا ، لما ذهبوا يطلبون ذلك ، فدل على أنها في الأرض لا في السماء ، والله تعالى أعلم . قالوا : والاحتجاج بأن الألف واللام في قوله : " ويا آدم أسكن أنت وزوجك الجنة " [ لم يتقدم عهد يعود عليه فهو المعهود الذهني [1] ] مسلم ، ولكن هو ما دل عليه سياق الكلام ، فإن آدم خلق من الأرض ولم ينقل أنه رفع إلى السماء ، وخلق ليكون في الأرض ، وبهذا أعلم الرب الملائكة حيث قال : " إني جاعل في الأرض خليفة " قالوا : وهذا كقوله تعالى : " إنا بلوناهم كما بلونا أصحاب الجنة [2] " واللام ليس للعموم ، ولم يتقدم معهود لفظي ، وإنما هي للمعهود الذهني الذي فالألف دل عليه السياق وهو البستان . قالوا : وذكر الهبوط لا يدل على النزول من السماء ، قال الله تعالى : " قيل يا نوح اهبط بسلام منا وبركات عليك وعلى أمم ممن معك ( 2 ) " وإنما كان
[1] ليست في ا [2] الآية : 17 من سورة ن ( 3 ) الآية : 48 من سورة هود
18
نام کتاب : قصص الأنبياء نویسنده : ابن كثير جلد : 1 صفحه : 18