نام کتاب : قصص الأنبياء نویسنده : ابن كثير جلد : 1 صفحه : 17
وقد أورد أصحاب القول الثاني سؤالا يحتاج مثله إلى جواب ، فقالوا : لا شك أن الله سبحانه وتعالى طرد إبليس حين امتنع من السجود عن الحضرة الإلهية ، وأمره بالخروج عنها والهبوط منها وهذا الامر ليس من الأوامر الشرعية بحيث يمكن مخالفته ، وإنما هو أمر قدري لا يخالف ولا يمانع ، ولهذا قال : " اخرج منها مذءوما مدحورا " . وقال : " اهبط منها فما يكون لك أن تتكبر فيها " وقال : " اخرج منها فإنك رجيم " والضمير عائد إلى الجنة أو السماء أو المنزلة . وأياما كان فمعلوم أنه ليس له الكون قدرا في المكان الذي طرد عنه وأبعد منه ، لا على سبيل الاستقرار ولا على سبيل المرور والاجتياز . قالوا : ومعلوم من ظاهر سياقات القرآن أنه وسوس لآدم وخاطبه بقوله له : " هل أدلك على شجرة الخلد وملك لا يبلى " وبقوله : " ما نهى كما ربكما عن هذه الشجرة إلا أن تكونا ملكين أو تكونا من الخالدين . وقاسمهما إني لكما لمن الناصحين . فدلاهما بغرور . . " الآية وهذا ظاهر في اجتماعه معهما في جنتهما . وقد أجيبوا عن هذا بأنه لا يمتنع أن يجتمع بهما في الجنة على سبيل المرور فيها لا على سبيل الاستقرار بها ، وأنه وسوس لهما وهو على باب الجنة أو من تحت السماء . وفى الثلاثة نظر ، والله أعلم . ومما احتج به أصحاب هذه المقالة : ما رواه عبد الله بن الإمام أحمد في الزيادات عن هدبة بن خالد ، عن حماد بن سلمة ، عن حميد ، عن الحسن البصري ، عن يحيى بن ضمرة السعدي ، عن أبي بن كعب ، قال : إن آدم لما احتضر اشتهى " م 2 - قصص الأنبياء 1 "
17
نام کتاب : قصص الأنبياء نویسنده : ابن كثير جلد : 1 صفحه : 17