responsiveMenu
فرمت PDF شناسنامه فهرست
   ««صفحه‌اول    «صفحه‌قبلی
   جلد :
صفحه‌بعدی»    صفحه‌آخر»»   
   ««اول    «قبلی
   جلد :
بعدی»    آخر»»   
نام کتاب : قصص الأنبياء نویسنده : ابن كثير    جلد : 1  صفحه : 19


في السفينة [1] حين استقرت على الجودي ونضب الماء عن وجه الأرض أمر [2] أن يهبط إليها هو ومن معه مباركا عليه وعليهم . وقال الله تعالى : " اهبطوا مصرا فإن لكم ما سألتم " الآية [3] وقال تعالى : " وإن منها لما يهبط من خشية الله . . " الآية [4] . وفى الأحاديث واللغة من هذا كثير .
قالوا : ولا مانع - بل هو الواقع - أن الجنة أسكنها آدم كانت مرتفعة عن [5] سائر بقاع الأرض ، ذات أشجار وثمار وظلال ونعيم ونضرة وسرور ، كما قال تعالى : " إن لك أن لا تجوع فيها ولا تعرى " . أي لا يذل باطنك بالجوع ولا ظاهرك بالعرى " وأنك لا تظمأ فيها ولا تضحى " أي لا يمس باطنك حر الظمأ ولا ظاهرك حر الشمس ، ولهذا قرن بين هذا وهذا ، وبين هذا وهذا ، لما بينهما من الملاءمة .
فلما كان منه ما كان من أكله من الشجرة التي نهى عنها ، أهبط إلى أرض الشقاء والتعب والنصب والكدر والسعي والنكد ، والابتلاء والاختبار والامتحان ، واختلاف السكان دينا وأخلاقا وأعمالا ، وقصودا وإرادات وأقوالا وأفعالا ، كما قال تعالى : " ولكم في الأرض مستقر ومتاع إلى حين " .
ولا يلزم من هذا أنهم كانوا في السماء كما قال : " وقلنا من بعده لبنى إسرائيل اسكنوا الأرض ، فإذا جاء وعد الآخرة جئنا بكم لفيفا " [6] ، ومعلوم أنهم كانوا فيها ولم يكونوا في السماء .



[1] 1 : السفن
[2] ط : وأمر
[3] الآية : 61 من سورة البقرة
[4] الآية : 74 من سورة البقرة
[5] ا : على
[6] الآية : 104 من سورة الإسراء

19

نام کتاب : قصص الأنبياء نویسنده : ابن كثير    جلد : 1  صفحه : 19
   ««صفحه‌اول    «صفحه‌قبلی
   جلد :
صفحه‌بعدی»    صفحه‌آخر»»   
   ««اول    «قبلی
   جلد :
بعدی»    آخر»»   
فرمت PDF شناسنامه فهرست