العبّاس عم النبي مضطراً والتمسه إنّ يأخذه إلى رسول الله صلّى الله عليه وآله وسلّم والعبّاس أردفه على بغلة رسول الله وأتى به إلى النبي صلّى الله عليه وآله وسلّم بعد ما مكث أبو سفيان عشرين سنة عدواً لرسول الله صلّى الله عليه وآله وسلّم يهجو المسلمين ويهجونه [1] ويعاديه عداوة لم يعادها أحدٌ قط . قال العبّاس لأبي سفيان : ويحك اسلم واشهد أن لا إله إلاَّ الله وإن محمّداً رسول الله ، وإن النبي صلّى الله عليه وآله وسلّم حين عرض الاسلام على أبي سفيان قال له : كيف اصنع بالعُزّى ؟ فسمعه عمر من وراء القبة فقال له : تخرأ عليها ، فقال له أبو سفيان : ويحك يا عمر ، إنك رجل فاحش [2] فأسلم في الظاهر ، ولم يؤمن بقلبه ، وذلك لما رواه المقريزي باسناده إنّ أبا سفيان دخل على عثمان ، حين صارت الخلافة إليه ، فقال : قد صارت إليك بعد تيم وعدي ، فأدرها كالكرة واجعل أوتادها بني أمية فإنما هو الملك ولما أدري ما جنة ولا نار [3] أو قال : أهل في الدار أحد غير بني أمية ؟ وكان أعمى . فقيل له : لا ، فقال : تلقفوها يا بني أمية تلقف الصبيان للكرة ، فوالله ما من جنة ولا نار ولا حساب ولا عقاب [4] .
أم معاوية هند بنت عتبة كانت هند من أعداء رسول الله صلّى الله عليه وآله وسلّم ، قال معاوية : لما أسلمت قالت لي : إنّ هاجرت قطعنا عنك النفقة [5] .

[1] راجع المغازي للواقدي ج 2 ص 807 .
[2] السّيرة الحلبية ج 3 ص 18 والصّراع بين الأمويين ومبادئ الاسلام ص 27 .
[3] النّزاع والتّخاصم ص 20 ، والنّصائح الكافية ص 85 .
[4] العروبة في دار البوار 112 .
[5] تطهير الجنان واللسان لابن حجر الهيتمي ص 7 طبع مكتبة القاهرة .

97