responsiveMenu
فرمت PDF شناسنامه فهرست
   ««صفحه‌اول    «صفحه‌قبلی
   جلد :
صفحه‌بعدی»    صفحه‌آخر»»   
   ««اول    «قبلی
   جلد :
بعدی»    آخر»»   
نام کتاب : قادتنا كيف نعرفهم ؟ نویسنده : السيد محمد هادي الميلاني    جلد : 1  صفحه : 63


وقال عبد الكريم الخطيب : " لم يذكر المؤرخون - على وجه التحديد - السنة التي ضم فيها إلى جناح النبي ، وسكن فيها إلى بيت النبوة ، ولكن المقطوع به أن ذلك كان بعد أن تزوج النبي بالسيدة خديجة وانتقل من دار عمه أبي طالب إلى بيت الزوجية الجديد .
فقد كان الرسول - قبل أن يتزوج - يعيش مع عمه أبي طالب ، ومع امرأة عمه فاطمة ومع أولاد عمه من بنين وبنات ، وكان يجد في هذه الأسرة رعاية الوالد ، وحنان الأم ، وأنس الأخوة ، فأنساه ذلك مرارة اليتم ووحشته وعزلته .
والحق أن عمه أبا طالب وامرأة عمه " فاطمة " كانا له أكثر من أبوين ، يؤثرانه على أبنائهما بالمودة والرعاية ، ويفيضان عليه من عطفهما وبرهما بما لم يظفر به ابن من أبويه وذلك غير مستغرب ولا مستبعد ، من أي انسان يرى " محمّداً " ويتصل به ، ويعيش معه فليس بمنكر إذن ما يروى من الأخبار التي تحدث عن تعلق أبي طالب وزوجته بمحمد وإيثارهما إياه على أبنائهما ، إذ فضلا عن عاطفة القرابة التي تجمع بين محمّد وعمه وامرأة عمه وفضلا عن ثوب اليتم الذي لبسه محمّد في بطن أمه ، وما يثير هذا اليتم من مشاعر الرحمة والحنو ، فإن ما اشتمل عليه محمّد من شمائل وما جمله الله به من سجايا ، لهو شيء عظيم رائع تتملاه العيون خاشعة وتقف إزاءه العقول مقدرة مفكرة لا تدري لهذا الجلال سراً ولا تعرف لتلك الوضاءة وهذا البهاء تأويلا ، إلا انّه شيء واقع محسوس ، لا شك فيه ولا امتراء ، فمحمّد قبل النبوة هو محمّد النبي ، في كمال أدبه وعظمة خلقه وسماحة نفسه ولين جانبه وعفة لسانه ويده .
فلا عجب إنّ يكون " محمّد " في بيت عمه ، في هذا المكان المكين الذي كان له من عمه وامرأة عمه وأبناء عمه ، وقد رأى " محمّد " حين انتقل من بيت عمه إلى

63

نام کتاب : قادتنا كيف نعرفهم ؟ نویسنده : السيد محمد هادي الميلاني    جلد : 1  صفحه : 63
   ««صفحه‌اول    «صفحه‌قبلی
   جلد :
صفحه‌بعدی»    صفحه‌آخر»»   
   ««اول    «قبلی
   جلد :
بعدی»    آخر»»   
فرمت PDF شناسنامه فهرست