البيت الجديد ، إنّ يحمل عن عمه شيئاً من مؤنة عياله فقد كان أبو طالب كثير العيال ، قليل المال فجاء محمّد إلى عمه العبّاس يدعوه إلى أن يشاركه في هذا الأمر وإن يحمل معه عن أبي طالب مؤنة بعض عياله ، وقد أجابه عمه العبّاس إلى هذا ، فأقبلا إلى أبي طالب يعرضان عليه إنّ يأذن لهما في إنّ يتكفل كل واحد منهما بأحد أبنائه فأجابهما إلى ذلك قائلا : خذا من شئتما ودعا لي عقيلاً ، فأخذ كل منهما بيد ولد من أولاد أبي طالب . وعلى أيّ ، فقد اختار الله لعلي وقدر له إنّ ينال هذا الشرف العظيم ، وإن يربى في حجر النبوة ، وإن يشهد مطالع الرسالة الاسلامية من يومها الأول ، وإن يتلقى من فم النبي مفتتح الرسالة ومختتمها ، وما بين مفتتحها ومختتمها مما نزل به الوحي من آيات الله ، وهكذا قدر لعلي إنّ يولد وطيب النبوة يعطر الأجواء من حوله وأنوارها تفيض عليه من كل أفق ، وتطلع عليه من كل صوب ، حتى إذا تحولت مطالع النبوة إلى أفقها الجديد في دار الهجرة تحوّل علي معها إلى هذا الأفق ، ثم لم يزل يدور في فلكها حتى غربت شمس النبوة ، ولحق النبي بجوار ربه [1] .
[1] عليّ بن أبي طالب ، بقيّة النبوّة وخاتم الخلافة ص 81 - 84 .