نعثلا عائشة ، والنعثل : الكثير شعر اللحية والجسد ، وكانت تقول : أقتلوا نعثلا ، قتل الله نعثلا " [1] . ونقل عن أبي مخنف أنه قال : " وقد روى من طرق مختلفة إنّ عائشة لما بلغها قتل عثمان وهي بمكة ، قالت : أبعده الله ! ذلك بما قدمت يداه ، وما الله بظلاّم للعبيد " [2] . وقد روى قيس بن أبي حازم إنّ عائشة " إذا ذكرت عثمان قالت : أبعده الله حتى أتاها خبر بيعة علي فقالت : لوددت إنّ هذه وقعت على هذه ، ثم أمرت بردّ ركائبها إلى مكة فرددت معها ، ورأيتها في سيرها إلى مكة تخاطب نفسها ، كأنها تخاطب أحداً : قتلوا ابن عفان مظلوماً " [3] . قال ابن قتيبة : " ولما نزل طلحة والزبير وعائشة بأوطاس من أرض خيبر ، أقبل عليهم سعيد بن العاص على نجيب له فأشرف على الناس ومعه المغيرة ابن شعبة ، فنزل وتوكأ على قوس له سوداء ، فأتى عائشة فقال لها : أين تريدين يا أم المؤمنين ؟ . قالت : أريد البصرة . قال : وما تصنعين بالبصرة ؟ قالت : أطلب بدم عثمان ! قال : فهؤلاء قتلة عثمان معك . . . " [4] . قال ابن أبي الحديد : " قال أبو مخنف : جاءت عائشة إلى أم سلمة تخادعها على الخروج للطلب بدم عثمان ، فقالت لها : يا بنت أبي أمية ، أنت أول مهاجرة من
[1] شرح نهج البلاغة ج 6 ص 215 . [2] المصدر ج 6 ص 216 . [3] المصدر ص 216 . [4] الإمامة والسياسة ج 1 ص 58 .