أصحاب محمّد صلّى الله عليه وآله يوم عمرو بن عبد ود وقد دعا إلى المبارزة فأحجم الناس كلّهم ما خلا علياً فإنه برز اليه وقتله الله على يده ؟ والذي نفس حذيفة بيده لعمله ذلك اليوم أعظم أجراً من عمل أصحاب محمّد صلّى الله عليه وآله وسلّم إلى يوم القيامة " [1] . وروى القندوزي باسناده عن ابن مسعود قال : " لما برز علي إلى عمرو ابن عبد ود ، قال النبي صلّى الله عليه وآله وسلّم : برز الايمان كلّه إلى الشرك كلّه ، فلما قتله ، قال له : أبشر يا علي ، فلو وزن عملك اليوم بعمل أمتي لرجح عملك بعملهم " [2] .
[1] الارشاد ص 47 . [2] ينابيع المودة ص 94 و 95 ، قال السيد حسن الحائري القزويني : " قول النبي لمبارزة علي يوم الخندق أفضل من عبادة الثقلين حسبما رواه الخطيب الخوارزمي في المناقب ص 64 ، وبرهان الدين الحلبي في السيرة الحلبية ج 2 ص 340 ، وأخرج الحاكم في المستدرك ج 4 ص 32 ، عن النبي صلّى الله عليه وآله وسلّم قال : لمبارزة علي يوم الخندق أفضل من أعمال أمّتي إلى يوم القيامة ، وأخرج الحديث بألفاظه علي المتقي في كنز العمال ج 6 ص 156 ، وفي مدارج النبوة للشيخ عبد الحق الدهلوي أنه ورد في الأخبار لمبارزة علي يوم الخندق أفضل من أعمال أمتي إلى يوم القيامة ، وذكر الشيخ سليمان القندوزي في الباب الثالث والعشرين قائلا في المناقب عن ابن مسعود ، قال : لما برز علي إلى عمرو بن عبد ود ، قال النبي صلّى الله عليه وآله وسلّم : برز الأيمان كله إلى الشرك كلّه فلمّا قتله قال له : أبشر يا علي ، فلو وزن عملك اليوم يعمل أمّتي لرجح عملك بعملهم ، وفي المناقب لأخطب خوارزم ص 103 عن ابن عبّاس قال : لما قتل علي عليه السّلام عمرواً دخل على رسول الله صلّى الله عليه وآله وسلّم وسيفه يقطر دماً فلما رآه النبي صلّى الله عليه وآله وسلّم كبر ثلاثاً وكان وقت فراغه من صلاه الظهر فكبر المسلمون ، فقال النبيّ صلّى الله عليه وآله وسلّم اللهم اعط علياً فضيلة لم تعطها أحداً قبله ولا تعطها أحداً بعده رواه الديلمي في الفردوس ، وفي تفسير الفخر الرازي في تفسيره سورة القدر ج 8 ص 445 إنّ قوله تعالى ( لَيْلَةُ الْقَدْرِ خَيْرٌ مِّنْ أَلْفِ شَهْر ) فيه بشارة عظيمة فهي انّه تعالى ذكر إنّ هذه اللية خير ولم يبين قدر الخيريّة . وهذا كقول النبيّ صلّى الله عليه وآله وسلّم : لمبارزة علي عليه السّلام مع عمرو بن عبد ود أفضل من عمل أمّتي إلى يوم القيامة فلم يقل مثل عمله بل قال : أفضل كأنّه يقول : حسبك هذا من الوزن " . قال ابن أبي الحديد في الشرح ج 3 ص 270 في الجواب عن الجاحظ قال النبي صلّى الله عليه وآله وسلّم حين بزر علي عليه السّلام لعمرو : برز الايمان كلّه إلى الشرك كله ، ومن حديث الدميري في حياة الحيوان ج 1 ص 249 طبع مصر ، انه قال رسول الله صلّى الله عليه وآله وسلّم ، برز الايمان كله إلى الكفر كله ، انتهى . قال فضل بن روزبهان مجيباً عن الحديث ، إنّ الحديث صحيح لا ينكره إلاّ سقيم الرأي ضعيف الايمان ولكن الكلام في اثبات النص وهذا لا يثبت ، انتهى . أقول : إنّ العقل السليم والفطرة المستقيمة ناهض باثبات إمامة الأفضل كما أنه ناهض باثبات التوحيد ووجوب بعث الرسل ، فالكلّ من نهج واحد ، فإذا حكم النبي صلّى الله عليه وآله وسلّم وشهد لعلي عليه السّلام انه كلّ الايمان كان ذلك لا محالة لزيادة الفضل والكرامة " . الإمامة الكبرى والخلافة العظمى ج 2 ص 271 مخطوط ص 277 .