قال محمّد بن طلحة : " إنّ التنزيل والتأويل أمران متعلقان بالقرآن الكريم فتنزيله مختصّ برسول الله صلّى الله عليه وآله وسلّم فإن الله تعالى وتقدّس أنزل القرآن عليه لأنواع من الحكم قدّرها وأرادها ، فقال تعالى ( كِتَابٌ أَنزَلْنَاهُ إِلَيْكَ لِتُخْرِجَ النَّاسَ مِنَ الظُّلُمَاتِ إِلَى النُّورِ بِإِذْنِ رَبِّهِمْ إِلَى صِرَاطِ الْعَزِيزِ الْحَمِيدِ ) [1] وقال سبحانه : ( وَنَزَّلْنَا عَلَيْكَ الْكِتَابَ تِبْيَاناً لِّكُلِّ شَيْء وَهُدًى وَرَحْمَةً وَبُشْرَى لِلْمُسْلِمِينَ ) [2] وقال عز وعلا : ( وَإِنَّهُ لَتَنزِيلُ رَبِّ الْعَالَمِينَ * نَزَلَ بِهِ الرُّوحُ الأمِينُ * عَلَى قَلْبِكَ لِتَكُونَ مِنَ الْمُنذِرِينَ ) [3] إلى غير ذلك من الآيات البينات الدالة على هذه الحكم التي تنزيله عليه عليه الصلاة والسلام طريق إلى تحصيلها وهذا الأمر يختّص برسول الله صلّى الله عليه وآله وسلّم ولا يمكنه تحصيل تلك الحكم والمقاصد المنوطة بالقرآن الكريم إلا بتنزيله فقد كذب به وجحده فاتصف بصفة الكفر على ما قاله سبحانه وتعالى : ( وَمَا يَجْحَدُ بِآيَاتِنَا إِلاَّ الْكَافِرُونَ ) [4] ( وَمَا يَجْحَدُ بِآيَاتِنَا إِلاَّ كُلُّ خَتَّار كَفُور ) [5] فأنكروا تنزيله على ما نطق به القرآن الكريم : ( وَمَا قَدَرُواْ اللّهَ حَقَّ قَدْرِهِ إِذْ قَالُواْ مَا أَنزَلَ اللّهُ عَلَى بَشَر مِّن شَيْء ) [6] فيتعين قتالهم إلى أن يؤمنوا فقاتل رسول الله صلّى الله عليه وآله وسلّم إلى أن دخل الناس في دين الله أفواجاً ، هذا بيان القتال على تنزيله . أمّا التأويل ، فمعناه تغييره وما يؤول اليه آخر مدلوله ، فمن حمل القرآن
[1] سورة إبراهيم : 1 . [2] سورة النحل : 89 . [3] سورة الشعراء : 192 - 193 - 194 . [4] سورة العنكبوت : 147 . [5] سورة لقمان : 32 . [6] سورة الانعام : 91 .