علي يقاتل على تأويل القرآن كما قاتل رسول الله على تنزيله روى أحمد والحاكم وغيرهما بالاسناد عن أبي سعيد الخدري يقول : " كنا جلوساً ننتظر رسول الله صلّى الله عليه وآله وسلّم فخرج علينا من بعض بيوت نسائه ، قال : فقمنا معه فانقطعت نعله ، فتخلف عليها علي يخصفها فمضى رسول الله ومضينا معه ، ثم قام ينتظره وقمنا معه ، فقال : إنّ منكم من يقاتل على تأويل هذا القرآن كما قاتلت على تنزيله ، فاستشرفنا وفينا أبو بكر وعمر ، فقال : لا ، ولكنه خاصف النعل ، قال : فجئنا نبشره ، قال : وكأنه قد سمعه " [1] . وروى الخوارزمي بإسناده عن أبي ذر الغفاري رضي الله عنه قال : " كنت مع رسول الله صلّى الله عليه وآله وسلّم وهو ببقيع الغرقد ، فقال : والذي نفسي بيده إنّ فيكم رجلا يقاتل الناس بعدي على تأويل القرآن كما قاتلت المشركين على تنزيله ، وهم يشهدون أن لا إله إلاّ الله ، فيكبر قتلهم على الناس حتى يطعنوا على ولي الله وسخطوا فعله كما سخط موسى أمر السفينة وقتل الغلام وأمر الجدار ، وكان خرق السفينة وقتل الغلام وإقامة الجدار لله رضي ، وسخط ذلك موسى ، أراد بالرجل علي بن أبي طالب " [2] .
[1] مسند أحمد ج 3 ص 32 ، 82 ، المناقب ، الحديث 202 ، المستدرك ج 3 ص 122 ورواه المتقي في منتخب كنز العمال بهامش مسند أحمد ص 37 ورواه البدخشي في مفتاح النجاء ص 102 ، والوصابي في أسنى المطالب الباب 18 ص 113 . [2] المناقب الفصل السابع ص 44 ورواه المتقي في كنز العمال ج 11 ص 613 ومنتخب كنز العمّال بهامش مسند أحمد ج 5 ص 30 .