responsiveMenu
فرمت PDF شناسنامه فهرست
   ««صفحه‌اول    «صفحه‌قبلی
   جلد :
صفحه‌بعدی»    صفحه‌آخر»»   
   ««اول    «قبلی
   جلد :
بعدی»    آخر»»   
نام کتاب : قادتنا كيف نعرفهم ؟ نویسنده : السيد محمد هادي الميلاني    جلد : 1  صفحه : 435


الكريم على معناه الذي اقتضاه لفظه من مدلول الخطاب وفسره بما تناوله من معانيه المراد به ، فقد أصاب سنن الصواب ، ومن صدف عن ذلك وصرفه عن مدلوله ومقتضاه وحمله على غير ما أريد به ما يوافق هواه وتأويله بما يضل به عن نهج هداه معتقداً إنّ محمله الذي ادعاه ، ومقصده الذي افتراه هو المدلول الذي أراده الله ، فقد ألحد في القرآن حيث مال به عن مدلوله ووضعه غير موضعه وأثبت به ما لا يحل اثباته ، وخالف فيه أئمة الهدى واتبع دواعي الهوى ، فيتعين قتاله إن أصر على ضلالته ، وداوم على مخالفته ، واستمر في جهالته وتمادى في مقالته إلى أن يفئ إلى أمر الله تعالى وطاعته ، ولهذا جعل رسوله صلّى الله عليه وآله وسلّم القتال على تأويله كالقتال على تنزيله ، فقد ظهر مناط القتال على التأويل كما ظهر مناط القتال على التنزيل ، وقد اشترك إلا مران في أن كلاً منهما قتال مبطل ضال ليرجع عن ابطاله وضلالته ، وافترقا في إنّ الجريمة الصادرة من المقاتلين على التنزيل أعظم وأشد من الجريمة الصادرة من المقاتلين على التأويل ، فلهذا كانت المقاتلة على أعظم الجريمتين مختصة بالنبي صلّى الله عليه وآله وسلّم ومنصب النبوة ، فقام بها صلّى الله عليه وآله وسلّم ودعى إليها وقاتل الذين كفروا حتى آمنوا ، وكانت المقاتلة على جريمة التأويل التي هي دون الجريمة الأولى موكولة إلى الإمام دون النبوة فهي فرعها ، فقام بها علي عليه السّلام ودعى إليها وقاتل الخوارج المتأولين ، فإنهم عمدوا إلى آيات من القرآن الكريم نزلت في الكفار واختصت بهم فصرفوها عن محلّ مدلولها وحملوها على المؤمنين واستدلوا عليهم بها " [1] .



[1] مطالب السؤل ص 59 مخطوط .

435

نام کتاب : قادتنا كيف نعرفهم ؟ نویسنده : السيد محمد هادي الميلاني    جلد : 1  صفحه : 435
   ««صفحه‌اول    «صفحه‌قبلی
   جلد :
صفحه‌بعدی»    صفحه‌آخر»»   
   ««اول    «قبلی
   جلد :
بعدی»    آخر»»   
فرمت PDF شناسنامه فهرست