على التغليظ في فوت العصر فوقى الله علياً ذلك بدعاء النبي صلّى الله عليه وآله وسلّم لطاعته وكرامته لديه . وفيه لعلي المقدار الجليل والرتبة الرفيعة ، وفيه إباحة النوم بعد العصر وإن كان مكروهاً عند بعض بما روي عن النبي صلّى الله عليه وآله وسلّم : من نام بعد العصر فاختلس عقله فلا يلومنّ إلا نفسه ، لأن هذا منقطع وحديث أسماء متصل ، ويمكن التوفيق بأن نفس النوم بعد العصر مذموم وأما نوم النبي صلّى الله عليه وآله وسلّم كان لأجل وحي يوحى إليه وليس غيره كمثله فيه " [1] . وقال سبط ابن الجوزي بعد أن روى الحديث باسناده عن أسماء بنت عميس : . . . " تقول : إنها وقفت عن سيرها المعتاد ، ولو ردّت على الحقيقة لم يكن عجباً لأن ذلك يكون معجزةً لرسول الله صلّى الله عليه وآله وسلّم ، وكرامة لعلي ، وقد حبست ليوشع بالاجماع ، ولا يخلو إما إنّ يكون ذلك معجزة لموسى ، أو كرامة ليوشع ، فان كان لموسى فنبينا أفضل منه وإن كان ليوشع فعليّ عليه السّلام أفضل من يوشع ، قال صلّى الله عليه وآله وسلّم : علماء أمتي كأنبياء بني إسرائيل ، وهذا في حق الآحاد ، فما ظنك بعلي عليه السّلام " [2] . وقال الكنجي : " لا يخلو إما إنّ يكون ذلك معجزة لموسى عليه السّلام أو ليوشع عليه السّلام ، فان كان لموسى عليه السّلام فنبينا صلّى الله عليه وآله وسلّم أفضل وعلي عليه السّلام أقرب إليه من يوشع إلى موسى ، وإن كان معجزة ليوشع عليه السّلام فان كان نبياً فعلي عليه السّلام مثله ، وإن لم يكن نبياً فعلي أفضل منه إذ قال النبي صلّى الله عليه وآله وسلّم : علماء أمتي كأنبياء بني إسرائيل ، وفي لفظ آخر أنبياء بني إسرائيل وحذف الكاف لقوة المشابهة ، والمعنى إنّ أنبياء بني
[1] ذيل مشكل الآثار ج 4 ص 389 . [2] تذكرة الخواص ص 50 .