من آله عليه السّلام ، ثم قد كانت فيه إشارة إلى انّه رضي الله عنه يقتل شهيداً كما كانت في قوله : ( وَسَلاَمٌ عَلَيْهِ يَوْمَ وُلِدَ وَيَوْمَ يَمُوتُ ) إشارة إلى قتل يحيى شهيداً . 4 - وأما البر بالوالدين والحرمة لهم : فقوله تعالى : ( وَبَرّاً بِوَالِدَيْهِ وَلَمْ يَكُن جَبَّاراً عَصِيّاً ) [1] فلم يخالف أبويه . . . فكذلك المرتضى رضوان الله عليه لم يكن يخالف أبويه في شئ يرجع ذلك اليه . . . 5 - وأما القتل والشهادة لأجل امرأة مفسدة . . . كانت للملك ابنة أخ وكان الملك يعجبه حسنها وجمالها ، وكان يسأل يحيى عليه السّلام عن التزويج بها فكان ينهى عن ذلك ويشق على الملك أمرها ، فذكر إنّ الملك شرب الخمر ذات يوم فلما غلب الشراب على عقله وكانت هذه المرأة تسقيه وهي متزينة متعطرة متلبّسة بلباس الفتنة فتعلق بها الملك ، فقالت المرأة : أنا لا أطيعك دون أن تأتني برأس يحيى ابن زكريا عليهما السّلام ، فإنه ينهانا عن الاجتماع ، فغلب الشقاء على ذلك الملعون فأمر برأس يحيى فأتي به إليه . . . فكذلك المرتضى رضوان الله عليه ، جعل الله سبحانه تعالى آخر أمره الشهادة وأول أمره العصمة وسبب قتله المرأة المفسدة قطامة الخارجية . . . 6 - وأما شدة الغضب والنقمة من الله تعالى على قتلته وانتقامه منهم : فروي عن ابن عبّاس إنّ الله تعالى لما خسف بالملك وأهل بيته حين قتل يحيى عليه السّلام ورأت بنو إسرائيل إنّ إله زكريا عليه السّلام غضب له قالوا يقتل زكريا عليه السّلام أيضاً ، فلما بلغ ذلك زكريا عليه السّلام هرب منهم وهم في طلبه ، فنادته شجرة إليّ إليّ يا زكريا ، فانشقت الشجرة بنصفين ودخلها زكريا عليه