صَبِيّاً ) [1] يعني الحكمة . . . ومن حكمها التي أوتيها أن قيل له وهو صبي صغير : هلم نلعب ، فقال : ما للعب خلقنا ، وكان يحيى من أعبد الناس وكان أبوه زكريا عليهما السّلام إذا جلس للناس يتفقده فإذا لم يره يتكلم في صفة النار وشدة عذابها . وكذلك المرتضى رضوان الله عليه أوتي من الحكمة ما لم يؤتها أحد مثله . وروى عمرو بن بحر الجاحظ قال : تكلم أمير المؤمنين علي بن أبي طالب رضي الله عنه بتسع كلمات ارتجالا لم يسبق إليها ولم يلحق فيها ، ثلاث في المناجاة وثلاث في الحكمة وثلاث في الأدب . أما التي في المناجاة فقوله : آلهي كفى بي عزاً إنّ أكون لك عبداً ، وكفى لي فخراً أن تكون لي ربّاً ، أنت كما أحب فاجعلني كما تحب . وأما التي في الحكمة فقوله : قيمة كل امرئ ما يحسنه ، وبقية عمر الرجل لا قيمة لها ، ولن يهلك أمرء عرف قدره . وأما التي في الأدب فقوله : استغن عمن شئت فأنت نظيره ، وتفضل على من شئت فأنت أميره ، واحتج إلى من شئت فأنت أسيره . . . 3 - وأما السلام والتحية : فقوله تعالى ( وَسَلاَمٌ عَلَيْهِ يَوْمَ وُلِدَ وَيَوْمَ يَمُوتُ وَيَوْمَ يُبْعَثُ حَيّاً ) [2] قيل : سلامته من لكزة الشيطان يوم ولادته ، ومن وسوسته يوم خروجه من الدنيا . . . فكذلك المرتضى رضوان الله عليه أكرمه الله تعالى بالسلام عليه قوله : ( سَلاَمٌ عَلَى إِلْ يَاسِينَ ) [3] يعني آل محمّد صلّى الله عليه وآله وسلّم ، ولا شك في انه
[1] سورة مريم : 12 . [2] سورة مريم : 15 . [3] سورة الصّافات : 130 .