عليه بالأمر دونهم ، فأظهروا خفاياهم ومكنونهم . 3 - وأمّا نكثهم العهود فيه : فان إخوة يوسف عليه السّلام لما استأذنوا أباهم في الخروج بيوسف عليه السّلام معهم فأبى عليهم في ذلك إلى إنّ أخذ عليهم العهود والمواثيق إنّ يردوه إليه وأذن لهم فقالوا ( لَئِنْ أَكَلَهُ الذِّئْبُ وَنَحْنُ عُصْبَةٌ إِنَّا إِذاً لَّخَاسِرُونَ ) إلى أن ( أَلْقُوهُ فِي غَيَابَةِ الْجُبِّ ) [1] وباعوه فكذلك المرتضى رضوان الله عليه كان النبي صلّى الله عليه وآله وسلّم ، قد أخذ عليهم العهود والمواثيق فيه ] في مواطن كثيرة [ . 4 - وأمّا الجمع بين الملك والعلم في كبره : فان يوسف عليه السّلام . . . اجتمع له الملك والعلم والنبوّة ولذلك قال : ( رَبِّ قَدْ آتَيْتَنِي مِنَ الْمُلْكِ وَعَلَّمْتَنِي مِن تَأْوِيلِ الأَحَادِيثِ ) [2] الآية ، فكذلك المرتضى رضوان الله عليه ، جمع الله له بين العلم والملك في كبره . 5 - وأمّا الوقوف على تأويل الأحاديث : فقوله تعالى : ( وَكَذَلِكَ يَجْتَبِيكَ رَبُّكَ وَيُعَلِّمُكَ مِن تَأْوِيلِ الأَحَادِيثِ ) [3] الآية ، فلما علّم الله سبحانه يوسف الصدّيق تأويل الأحاديث رفع به درجاته وكان ذلك سبب خلاصه ونجاته . . . فكذلك المرتضى رضوان الله عليه ، علّمه الله تأويل الأحاديث كما ذكرناه في فصل قوله صلّى الله عليه وآله وسلّم : " أنا مدينة العلم وعلي بابها " . . . وعن الحارث بن المغيرة عن أبي جعفر انه سمعه يقول : علّم رسول الله صلّى الله عليه وآله وسلّم أمير المؤمنين علياً ألف كلمة كل كلمة يفتح ألف كلمة .
[1] سورة يوسف : 15 ، 101 ، 6 ، 91 ، 92 . [2] سورة يوسف : 101 . [3] سورة يوسف : 6 .