responsiveMenu
فرمت PDF شناسنامه فهرست
   ««صفحه‌اول    «صفحه‌قبلی
   جلد :
صفحه‌بعدی»    صفحه‌آخر»»   
   ««اول    «قبلی
   جلد :
بعدی»    آخر»»   
نام کتاب : قادتنا كيف نعرفهم ؟ نویسنده : السيد محمد هادي الميلاني    جلد : 1  صفحه : 272


آتَيْنَاهُ حُكْماً وَعِلْماً ) [1] فدلّت الآية على انّه عليه السّلام لما قارب الحلم ولم يبلغ الاستواء بعد ، أكرم بالعلم والحكمة ولذلك لم يقيده بالاستواء ، ولقن من العلم والحكمة والفهم ما لا يتعلق حكمه بتعليم مخلوق ، بل فتح الله تعالى عليه أبوابها ويسر له أسبابها ، وكذلك المرتضى رضوان الله عليه لم يراهق الحلم وقد أوتي من العلم والحكمة ما لم يؤت مثله أقرانه وفتح عليه من أبوابها ما لم يقم بمثلها إخوانه ولذلك قال عليه السّلام : " يا علي ملئت علماً وحكمة " .
2 - وأمّا حسد إخوته له : فان يوسف الصدّيق عليه السّلام لما أكرمه الله تعالى بما أكرمه من تخصيص الذات وكمال الصفات ولم ير إخوانه في أنفسهم أمثاله ورأوا شفقة أبيهم عليه السّلام عليه وسأله زيادة على من كان منه عليهم فحملهم ذلك على الحسد والبغي ، واجتهدوا في أمره بالنشر والطي والأمر والنهي ، يدل عليه قوله تعالى : ( إِذْ قَالُواْ لَيُوسُفُ وَأَخُوهُ أَحَبُّ إِلَى أَبِينَا مِنَّا وَنَحْنُ عُصْبَةٌ ) [2] إلى قوله ( قَوْماً صَالِحِينَ ) [3] فكذلك المرتضى رضوان الله عليه لما رجح إلى خصائص الذات وكمال الصفات زيادة على عشيرته وأقربائه وبين إخوانه ونظرائه ، ولقد كان المصطفى صلوات الله عليه يخصه في كنفه ويختصه ببره ولطفه منذ صغره إلى كبره ، ولقد كان عليه السّلام ضمه إلى نفسه فينفق عليه من خالص ماله حين قلّت ذات يد أبي طالب ، وتكفل به ولم ير أكفاؤه من بني أعمامه وعماته وبني إخوانه وأخواته عنه صلّى الله عليه وآله وسلّم مثل ذلك ، فكان يحك ذلك في صدورهم طبيعة ، إلاّ إنهم كانوا يردونه عنهم ولما يظهرونه علماً وشريعة إلى أن قام المرتضى رضوان الله



[1] سورة القصص : 14 .
[2] سورة يوسف : 8 - 9 .
[3] سورة يوسف : 8 - 9 .

272

نام کتاب : قادتنا كيف نعرفهم ؟ نویسنده : السيد محمد هادي الميلاني    جلد : 1  صفحه : 272
   ««صفحه‌اول    «صفحه‌قبلی
   جلد :
صفحه‌بعدی»    صفحه‌آخر»»   
   ««اول    «قبلی
   جلد :
بعدی»    آخر»»   
فرمت PDF شناسنامه فهرست